أنتمي -رغماً عني - إلى جيل التسعينيات ... ذلك الجيل البائس الذي كان يشاهد - رغماً عنه أيضاً - برامجاً تليفزيونية سخيفة قبل إنتشار أطباق الدش و القنوات الفضائية و عوالم الإنترنت . كنت أتابع - مع أبناء جيلي - برنامج نجوى إبراهيم و تابعها بُقلظ و برنامج المنوعات إخترنا لك ، و نادي السينما و سينما الأطفال ( البرنامج الذي كنت أكرهه بشدة ) و غيرها من البرامج التي ساهمت بشكل أو بآخر في تشكيل وعينا الثقافي و الإجتماعي
كان ( العلم و الإيمان ) واحداً من هذه البرامج التي يتابعها الجميع , يقدمه لنا مصطفي محمود بطريقته المتأنية المميزة في الكلام, كان البرنامج - لمن لا يعرف - يقدم أفلاماً تسجيلية تدور في أغلبها حول عالم الحيوان يصاحبها صوت مصطفى محمود كمُعلق على الفيلم , و لكن دوره لم يقتصر فقط على تعريب التعليق الأجنبي المصاحب للفيلم بل أمتد إلى محاولة ربط الوقائع بنصوص قرآنية مناسبة في محاولة - لاقت نجاحاً كبيراً - لفرض فكراً جديداً يناسب مجتمعنا المتدين مفاده أن العلم و الدين لا يفترقان
ذابت تحت ظل مصطفى محمود و كاريزمته الوقورة تلك الأصوات التي لاحظت أنه يمارس بشكل منتظم ممارسة أسمها
( over reading )
الأوفر ريدينج هي تأويل النص بما ليس فيه / و بما لا دليل ملموس ( في النص ) على وجوده
و هي الممارسة التي صار يحترفها الآن رجال الدين ... زغلول النجار مثالاً
ربما لأننا أمة غير منتجة علمياً , نكاد لا نخترع شيء ذو قيمة في عالم يعج بالإكتشافات و الإختراعات، رأينا أن الحل الأسهل هو أن نأخذ الإختراع - على الجاهز - و نحوله إلى معجزة دينية كمنت في نصوص كتابنا المقدس لقرون طويلة خفية عن الأعين و ليس للغرب الكافر فضل إلا في إكتشاف ما قد سبقت و اكتشفته نصوصنا المقدسة... مما يمنحنا عذراً مقبولاً للزهو و التفاخر
مشكلة الباحثين العرب و المسلمين - المشبعين بثقافة العلم و الإيمان - أنهم يأخذون كتبهم المقدسة إلى مختبراتهم و معاملهم البحثية و يحشرون سطورها بين أرقام المعادلات و أنابيب الإختبار فيخرجوا بنتائج عقيمة مشوهة لا تحقق فائدة تذكر لا للبشر و لا للآلهة
أنهم كمن يريد أن يجد حلاً لمعضلة هندسية مستعيناً بكتاب في قواعد اللغة الفرنسية
----------
الأمثلة كثيرة
قرأت خبراً في جريدة الأهرام المصرية منذ بضعة ايام يقول أن أحد الباحثين قد أكتشف أن الحجاب يقي المرأة المسلمة من خطر الإصابة بسرطان الجلد
!! أي غباء
---
اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا واتوني بأهلكم أجمعين" صدق الله العظيم ) يوسف 93" )
تمكن العالم المسلم المصري/ د. عبدالباسط محمد سيد من تصنيع قطرة عيون لمعالجة المياه البيضاء استلهاما من نصوص سورة يوسف عليه السلام من القرآن الكريم
الخبر من هنا
---
شبكة الجزيرة تهدم نظرية داروين ( مع نفسها ) خبر للإستهلاك المحلي ..من هنا
-----------------------
----------
لونجا 79 - فرقة المصريين