و في الحقيقة فأن الأمر لا يقتصر فقط علي عثمان , و لكنه – كما يظن العبد لله – وباء فيروسي خطير كان قد أصاب الوزراء جميعاً حين أجتمعوا سوياً لأول مرة في غرفة مغلقة سيئة التهوية إذ عطس أحدهم مطلقاً ذلك الفيروس الخبيث ناقلاً العدوى إلي الجميع حتى قبل أن يقولوا له
و هكذا لم نندهش حين هل علينا المهندس أحمد المغربي ( الصورة إلي اليمين ) وزير الإسكان و المرافق و التنمية العمرانية قائلاً
" تم الإنتهاء من حل % 99 من مشكلات مياه الشرب بالقاهرة و المحافظات "
" و مؤكداً أنه " سيتم الإنتهاء من بقية المشكلات تباعاً
و هو تصريح عجيب جداً .. يليق بوزير مرافق أمريكا شخصياً .. مع العلم بأن مياه الشرب المصرية سيئة السمعة إلي درجة مفزعة .. لذلك لا تمل الشركات السياحية العالمية من التنبيه علي عملائها الراغبين بزيارة مصر ألا يشربوا من مياه الصنبور ( تلك التي قام سادة الوزير مشكوراً بحل %99 من مشاكلها ) و أن يشربوا المياه المعدنية بدلاً منها
و لأن المقالة تدور بالأساس حول عثمان محمد عثمان , لذلك سنحاول أن نترك تصريحات أخوانه الوزراء إلي مقالات مستقبلية , على أن نسلط الآن بعض الضوء علي سيادة الوزير عثمان محمد عثمان
------------
(( أول رائد فضاء مصري ))
----------------------
خرج علينا الحج عثمان ليبشرنا بخطة التنمية للعام الإقتصادي الجديد ( 2008 - 2009 ) , و لا غرابة في ذلك فهو زعيم وزارة ( التنمية الإقتصادية ) شخصياً .. فقال سيادته أن دخل الفرد سيرتفع بمعدل %2ر5 و أن معدل التضخم سينخفض بحيث لن يزيد أبداً أبداً عن %7 , كما تتضمن الخطة خفض معدل النمو السكانى إلى أقل من % 1.9
إلي هنا و أنتهت خطة التنمية للعام الجديد ... و نحمد الله علي أن السيد الوزير لم تأخذه الجلالة و يعدنا بهبوط أول رائد فضاء مصري علي سطح كوكب زحل
(( 1+1=3 ))
---------------
صرح الحج عثمان قائلاً أن نسبة الفقر في مصر هي % 40 من أجمالي تعداد السكان
و من أجل تجميل هذا الواقع ( المنيل بنيلة ) قام الحج عثمان مشكوراً بتصنيف الفقراء إلي ثلاث طبقات ( بدون أستك ) و هم .. بالترتيب
الفقر المدقع : ( يعني اللي واخد تأجيل دفن ) و نسبته % 3.8 فقط
ثم .. الفقر المطلق : ( وهو من يقل إنفاقه عن متطلباته ) و نسبته % 19.6
ثم ... قريب الفقر : ( يعني اللي جاي علي قد اللي رايح ) و نسبته % 21
الغريب أن نسبة الفقر بعد جمع النسب السابقة هي % 44.4 و ليست % 40 كما صرح سيادته من قبل
و هو ما يؤكد تلك الإشاعات المغرضة التي يطلقها البعض في حق سيادته قائلين أنه ضعيف في مادة الحساب
--------------
قال سيادته أن خمسة جنيهات في اليوم كدخل للمواطن كافية جداً لأن ترفع صاحبها فوق خط الفقر و قال في مؤتمر صحفي ، أن المواطن المصري يمكنه العيش حياة كريمة بـ 167 جنيهاً شهرياً
الطريف أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء اقترح علي المصريين نماذج لوجبات غذائية متوازنة، كانت تكلفة «الوجبة منخفضة التكاليف» منها، 400 جنيه للفرد الواحد شهرياً
و صرح سيادته في الأهرام أن الدولة في العام الماضي انفقت على كل مواطن مصري مليون ومائة وسبعة وخمسون ألف دولار
و أنا من هذا المنطلق أطلب من الدولة أن تعطيني حقي ناشف في أيدي و أنا ها أبقي أصرف علي نفسي بمعرفتي
--------