عم إبراهيم

by Tuesday, January 15, 2008 26 تعليقات
عم إبراهيم
من حوالي 10 سنين .. أكثر أو أقل
" كنا عيال صغيرين , و كان لسة مفهومنا عن البنات كان أنهم : " يعععع

كنا عيال غلبانين لأقصي درجة , أولاد ناس زي ما بيقولوا .. مش زي بعض العيال السفاحين اللي بنشوفهم اليومين دول

" و أنا شخصياً كانت كلمة السر في حياتي هي " كرة القدم

كنت تقريباً بصحي من النوم علشان ألعب كرة قدم ... بروح المدرسة علشان ألعب كورة في الفسحة و بعد ما أخرج من المدرسة

و متهيألي مكنتش لوحدي في الشغف ده ... بدليل أن أي عيل لما بيحب ينده لعيل تاني ما يعرفوش بيقول له أيه ؟

" بيقول له : " يا كابتن

و في مرة كان الكابتن - اللي هو أنا - في النادي مع ألأصحاب بنلعب كورة و فجأة لقينا مجموعة من الشباب جتلنا و عايزين يلعبوا علي الملعب اللي كنا بنلعب عليه ... بعد شوية شد و جذب ... واحد منهم قام مطلع من جيبه مطوة

و طبعاً لأن المطوة طلعت ... أصبحت مباحثات السلام بيننا و بينهم محسومة و منتهية

و سيبنالهم الملعب طبعاً .. و كنا مستعدين نسيبلهم الكورة كمان لو كانوا طلبوها


---

الحادثة دي أثرت فينا بشكل كبير .. و جمعنا نفسنا و كانت عقولنا البريئة بدأت تفهم أن البقاء للأقوي

فقولنا أحنا لازم ننشف شوية .. و نعمل عصابة .. علشان نقدر نحمي نفسنا .. و اللي يطلعلنا مطوة .. مفيش مانع أننا نطلعله أتنين

... و أتفقنا

" بس كانت المشكلة أننا كنا غلابة جداً .. لدرجة أننا سألنا نفسنا : " هو الناس بتشتري مطاوي منين ؟

و محدش كان يعرف الإجابة

و تفتق ذهن واحد من الشلة أن ( القصافة ) بتاعة تقليم الأظافر .. في الغالب بيكون فيها سكين صغيرة

و أقتنعنا ... و قولنا خلاص .. ها نشتري قصافة أظافر لكل واحد مننا علي أن نستخدمها كمطوة

فأحنا علي الأقل نعرف منين نشتري القصافات

المهم

شدينا الرحال علي محل بقالة قريب من بيوتنا .. يملكه راجل عجوز و طيب .. أسمه عم إبراهيم

" و دخلنا المحل .. و ٍسألنا عم إبراهيم : " عايزين 5 قصافات أظافر يا عم إبراهيم

" عم إبراهيم قعد يضحك و سألنا : " ليه ؟؟ .. أنتم ناويين تقصفوا البلد ؟

و جابهم لنا علي أي حال .. لكنه بعد لما لاحظ أن كل واحد أول ما أخد قصافته قام فاتح النصل الحاد اللي فيها

فهم بسرعة نوايانا الشريرة ... و أخدهم مننا بسرعة و رفض أنه يبيعلنا القصافات

و كان عنده حق .. لأننا غالباً .. ما كناش ها نعرف نعمل حاجة بالقصافات دي غير أننا نعور نفسنا

و رجعنا بيوتنا و أحنا مكسوفين من نفسنا ... لكن أغلبنا نسي الواقعة دي تاني يوم

---

و أستمرت علاقتي بعم إبراهيم و محل بقالته الصغير

و بما أن العبد لله رغاي بشكل فظيع ... كنت كل لما أروح أشتري حاجة منه أقعد أتكلم معاه نصف ساعة

عرفت رأيه - تقريباً - في كل حاجة في الدنيا .. من أول السياسة الدولية , لحد الشاي أبو لبن

كنت بستمتع بخبرته الكبيرة في الحياة , و بستمتع أكثر بقلبه الأبيض و قدرته العظيمة علي التسامح

و كان هو بيستمتع بالصحبة و الكلام

---

لسة فاكر .. لما جيت في مرة قلتله أنا دخلت كلية الصيدلة .. صمم أنه يفتحلي زجاجة شربات من الحجم الكبير مخصوص لي أنا

" و كنت أحب أداعبه و أقول له : " شفت بقي يا عم إبراهيم .. أنت ضيعت مستقبلي

مش لو كنت رضيت تبيع لينا القصافات .. كنا بدأنا بيها طريق الإجرام "
" ... و كان زماني دلوقتي مجرم و لا سفاح قد الدنيا ؟
فيضحك من قلبه .. و أضحك معاه

---

و فاكر في مرة قلت له .. أنت عارف يا عم إبراهيم .. أن معني أسم " إبراهيم " هو : أب لجمهور كبير

و علشان كده كان أسم أبونا إبراهيم اللي خرج من صلبه شعوب و أمم كثيرة

أبتسم و قال : طيب أنا كمان عندي 5 أولاد ... بس الحمد لله كفاية قوي علي كده .. إحنا ها ننهب ؟

----

لسة أمبارح كنت معدي جنب المنطقة .. و قلت أميل علي عم إبراهيم أسلم عليه

لقيت في المحل أبنه " حمادة " سلمت عليه و في طريقي و أنا ماشي قلت له أبقي سلملي علي عم إبراهيم

" قال لي : " عم إبراهيم تعيش أنت

" سألته : " أمتي , و أزاي , و أيه اللي حصل ؟

" قال : " السن ... البقاء لله

" العزاء فين طيب ؟ " -

" أبتسم و قال : " يااه .. ده أتوفي من شهر .. كفاية سؤالك

قلت شوية كلام , و رد هو بشوية كلام تانيين .. و مشيت


----


كنت بحب أشوف عم إبراهيم علي أنه صورة الإنسان المصري الحقيقي

عمري ما شفته بيتخانق مع حد .. كان دايما يسامح .. حتي لو غيره هو اللي غلطان

كان كريم رغم أنه مكانش غني ... و هو مين اللي قال أصلاً أنك لازم تكون غني علشان تبقي كريم ؟

كان طيب و قلبه أبيض ... أعتقد أنه مكانش يعرف يكره حد .. حتي لو حاول


... عم إبراهيم .. مات

بس ها يروح مني فين ؟ .. أو بمعني أصح .. ها أروح أنا منه فين ؟

: مسيره في يوم ها يلاقيني نطيت له فجأة .. و أقول له

" ألاقيش عندك قصافات يا عم إبراهيم ... بس يكون فيها سكينة حامية ؟ "

----------


الله يرحمك يا عم إبراهيم

---------------------------

على باب الله

Developer

Cras justo odio, dapibus ac facilisis in, egestas eget quam. Curabitur blandit tempus porttitor. Vivamus sagittis lacus vel augue laoreet rutrum faucibus dolor auctor.