منذ شهر مضى - او اكثر قليلا - وبعد تردد و تفكير طويل قررت أن أغلق حسابي على منصة التواصل الإجتماعي الأشهر على الشبكة العنكبوتية " الفيسبوك " بشكل مؤقت لمدة شهر . لم تكن لدي رؤية واضحة عن الأسباب التي جعلتني أقدم على هذه الخطوة وقتها سوى إحساس شخصي أن "هناك شيء ما خطأ " . كنت قد دخلت إلى الفيسبوك بأهداف محددة من ضمنها إكتساب صداقات جديدة ، التواصل مع الأصدقاء البعيدين و تقوية شبكة صداقاتي الحالية . و بعد فترة إكتشفت أني لم أنجح في تحقيق أيا من أهدافي بالنسبة التي ترضيني ، ليس لأن الفيسبوك "شرير" ، فهو مثله مثل اي آلة أخرى تعتمد على كيفية إستخدامك لها . وقد كنت أستخدمه بشكل خاطيء . دعني أوضح أكثر
حين قمت بغلق حسابي على الفيسبوك بشكل مؤقت لم أكن أعلم أن الفيسبوك كان قد أصبح بالفعل جزءا مهما في حياتي . إندهشت من نفسي لأنه في كل مرة كنت أشهد موقفا طريفا ، مميزا ، أو غير معتاد في الحياة أو حتى صفحة مثيرة على الإنترنت ، كانت أول فكرة تخطر برأسي هي " سأحكي هذا الموقف على الفيسبوك .. يجب أن أنشر هذه الصورة على الفيسبوك .. سيثير هذا الفيديو صخبا على الفيسبوك " حتى عندما كانت تخطر ببالي فكرة جيدة كنت أقول لنفسي " هذه تصلح للنشر على الفيسبوك " . كان هذا الهاجس يطاردني بقوة تحديدا في الإسبوع الأول من إنقطاعي عن الفيسبوك و بدأ يخفت تدريجيا مع الوقت .
كنت قد تحولت - بشكل ما - إلى عبد لهذا الموقع . لاحظت أني حتى حين أكون مع الأصحاب يذهب الحديث كثيرا إلى الفيسبوك دون قصد ، "هل رأيت ما نشرة فلان على صفحته ؟ ، هل رأيت ما نشرته انا هذا الصباح ؟ " صار الفيسبوك ركنا أساسيا من أحاديثنا .
مع وعد بأننا لن نكون ابدا "أوف لاين " تمتد حساباتنا الإفتراضية لتغزو أكثر و أكثر حياتنا الواقعية ، أصبح الفيسبوك ( و بقية شبكات التواصل الإجتماعي ) أقرب إليك من أي وقت مضى . الفيسبوك في غرفة نومك على الكمبيوتر الشخصي وفي حقيبتك على اللاب توب أو التابلت و في جيبك أينما ذهبت على تليفونك المحمول . كل شيء أصبح لديه صفحة على الفيسبوك . من ماركة معجون أسنانك و كاتبك المفضل إلى الصحف اليومية و القنوات الإخبارية . الفيسبوك مُغري و سهل جدا لدرجة يصعب معها أن تتجاهله .
التواصل الإجتماعي على الفيسبوك أسهل ، بكبسة زر تُكتسب الصداقات و تُفقد أيضا ، و لأن الصداقة على الفيسبوك أسهل منها على أرض الواقع تمتد سريعا شبكة أصدقائك الإفتراضيين و تصبح أكبر و من دون واجبات أو إلتزامات و مندون عناء الإحراج الذي قد يصادفك حين تسعى للصداقة في الواقع . حتى أنت على الفيسبوك أفضل .. لديك الوقت للتفكير قبل كل بوست أو تعليق تنشره لتنمقه فتبدو أكثر ظرفا أو ذكاءا ، لديك وقت لإختيار الأفضل و الأجمل من بين صورك التي تعرضها على صفحتك - و حتى أن تعدلها ببرامج تعديل الصور كما تحب - ليرى العالم نسخة أجمل منك دائما . و لأن كل شخص يحاول أن يظهر بشكل رائع على الفيسبوك أظهرت الدراسات أن الفيسبوك قد يجعلك تعيسا لأن الصورة الذهنية التي ستكونها عن أصدقائك الإفتراضيين هي تلك الصورة الرائعة التي يقدمونها لأنفسهم عبر الإنترنت فتظن أن الجميع سعداء دائما بينما تعاني أنت وحدك في الحياة فتزداد كآبة و تنعزل أكثر عن العالم لترتمي في أحضان واقعك الإفتراضي لتدور في حلقة مفرغة لا مهرب منها .
أدركت حين أغلقت حسابي (و قد كان لدي ما يقرب من 300 صديق لم أرى أغلبهم إلا عابرا ) أن صداقاتي الإفتراضية واسعة و لكنها ضحلة . و أني على إستعداد تام لمقايضة هؤلاء الأصدقاء الإفتراضيين الذين لم أرهم في حياتي في مقابل صديق واحد حقيقي آنس بصحبته و أعرف أن بإستطاعتي الإعتماد عليه في وقت المحن .
لكن ما هو تعريف الصداقة ؟ كيف تعرف أن فلان حقا صديقك ؟
هنالك بالطبع الجملة الشهيرة " الصديق الحقيقي تعرفه وقت الضيق" هي صحيحة بالطبع لكني - شخصيا - أفضل تعريف آخر للصداقة ... " الصديق الحقيقي هو الذي تعرف أنك ستقضي معه وقتا ممتعا ، سواء فعلتما شيئا مميزا معا ، أو لم تفعلا أي شيء على الإطلاق " الصحبة هي أن تأنس لشخص ما بغض النظر عما تفعلانه سويا . وهذا النوع من الأصحاب لم أنجح في إكتشافه على الفيسبوك لأن التواصل عبر الشبكة يفتقر الوهج الإنساني الذي يجذبك إلى شخص بعينه لتصادقه و تأنس بصحبته .
" وحيدين .. سويًا " هو وصف دقيق لحالة الذين يتواصلون عبر الفيسبوك . في الوقت الذي نكون فيه سويا على الفيسبوك نحن في الواقع وحيدين ننظر إلى شاشة كمبيوتر أو هاتف محمول . نظن اننا سويا ولكن كلما كتب أحدهم شيئا على صفحته الشخصية كنت أسأل نفسي " إلى من يتحدث ؟ " .. هل يتحدث إلى كل أحد أم إلى لا أحد على الإطلاق ! . أن تقول شيء ما ثم تنظر كل خمس دقائق إلى ما كتبت لعل أحدا ما قد إنتبه و قام بالتعليق . انا لا اعرف ما هذا و لكنها بالتأكيد ليست مناقشة . هي أقرب لبيان صحفي لشخصية مشهورة أو خطاب يلقيه محاضر أمام جماهير . و ربما لهذا تزيد منصات التواصل الإجتماعي من نرجسية مدمنيها لأنها لا توفر في الغالب مناقشات مفيدة بل بيانات و تصريحات كالتي تلقيها الشخصيات المشهورة و لأنها تركز أساسا على إعلاء " الأنا" عند المستخدم و لو رغما عنه .
بعد أن قمت بغلق حسابي على الفيسبوك بدأت ألاحظ الكثير من الناس من مختلف الأعمار في الشارع ، على المقاهي و الكافيهات ومختلف وسائل المواصلات العامة منكبين في صمت على شاشات هواتفهم فاتذكر رغما عني "إيفيت فيكرز "
إيفيت فيكرز هي ممثلة أمريكية ، و موديل لمجلة بلاي بوي الشهيرة . إيفيت كانت ستتم عامها الثالث و الثمانين في أغسطس الماضي . و غير معروف بالضبط متى ماتت . عاشت حياة صاخبة في شبابها و إنخرطت في بعض الجمعيات الإجتماعية بعد ذلك و لكنها منذ سنوات إنزوت في بيتها حتى كاد العالم أن ينساها إلى أن إكتشفت جارتها بالصدفة كومة الجرائد و المجلات الكبيرة امام منزلها فأصابها القلق و كسرت أحد النوافذ إلى داخل منزل إيفيت لتجد جثة إيفيت شبه محنطة على أحد المقاعد ينعكس على وجهها الوهج الأزرق لشاشة الكمبيوتر الذي كان لايزال يعمل ، ربما منذ سنوات !
إكتشفت التحقيقات لاحقا أن نشاط إيفيت الإجتماعي قد تضائل إلى الصفر في أواخر سنوات عمرها و تم إستبداله بنشاط كبير على شبكات التواصل الإجتماعي على الإنترنت . إيفيت ايضا كانت تمارس لعبة " وحيدين .. سويا " .. و حين ماتت في صمت ذهب وهم الصحبة و لم يبق لها سوى الوحدة
المفارقة العجيبة التي كنت أرويها للأصدقاء لم تعد تثير العجب .. لقد عرفت و قابلت أصحابا أكثر عبر هذه المدونة - على تواضع أعداد متابعيها - ممن عرفت عبر الفيسبوك و كل منصات التواصل الإجتماعي مجتمعة .
كلما زادت أعداد أصدقائك على الفيسبوك زادت فرصة أن تكون وحيدا ، كلما إستخدمت الفيسبوك أكثر كلما صرت وحيدا أكثر . هنالك فئة من مدمني الفيسبوك موجودين دائما في لستة أصدقائك ، هؤلاء الذين لا يهم في أي وقت من اليوم ولا أي يوم من السنة تدخل على الفيسبوك فيها ستجدهم يكتبون شيء ما أو يشاركون صورة أو خبر أو فيديو على الفيسبوك . المشكلة هنا أن هذه الفئة من مدمني شبكات التواصل الإجتماعي هم الأصدقاء الذين ستتابعهم أكثر و تتواصل معهم أكثر لأنهم الأكثر تواجدا على الشبكة . مع الوقت ستلتقط منهم إدمان شبكات التواصل الإفتراضي رغما عنك .
إبتعادي عن الفيسبوك لمدة شهر جعلني أدرك أني لا أملك ثلاثمئة صديق .. هم في الحقيقة ربما خمسة أو ستة .. لكن أتعرف ماذا .. هذا الرقم أكثر من جيد . إبتعادي عن الفيسبوك جعلني أقدِر صداقاتي الحقيقية أكثر و ساعدني على تقويتها . جعلني أكثر حضورا في حياتي و عملي و هواياتي .. الآن أستمتع أكثر بالحاضر من دون ذلك "القرد أبو طبلة" الذي يقرع طوال الوقت في مؤخرة جمجمتي يحثني أن أضع هذا على الفيسبوك / أو أدخل لأتابع ما الجديد على الفيسبوك .
هل سأترك الفيسبوك بشكل دائم ؟ .. لا .. على الأقل ليس في الوقت الحاضر سأعود إليه ولكن بشروطي الخاصة . سأحذف كل الصفحات التي أتابعها وتملأ حسابي على الفيسبوك بهراء غير مُجدي من عينة " معا للقضاء على الحاجات الوحشة " و " الصفحة الرسمية للرشق في أي مصلحة " ، سأقوم بحذف أغلب الأصدقاء الذين لا أعرفهم بشكل جيد و تحديدا مدمني الفيسبوك. و سأحاول أن أستخدم الفيسبوك بشكل أفضل بدون مشاركات لا معنى لها مدفوعة بهوس المشاركة من أجل المشاركة و سأحاول أن احافظ على خصوصية صفحتي الشخصية بقدر الإمكان .
حين قمت بغلق حسابي على الفيسبوك بشكل مؤقت لم أكن أعلم أن الفيسبوك كان قد أصبح بالفعل جزءا مهما في حياتي . إندهشت من نفسي لأنه في كل مرة كنت أشهد موقفا طريفا ، مميزا ، أو غير معتاد في الحياة أو حتى صفحة مثيرة على الإنترنت ، كانت أول فكرة تخطر برأسي هي " سأحكي هذا الموقف على الفيسبوك .. يجب أن أنشر هذه الصورة على الفيسبوك .. سيثير هذا الفيديو صخبا على الفيسبوك " حتى عندما كانت تخطر ببالي فكرة جيدة كنت أقول لنفسي " هذه تصلح للنشر على الفيسبوك " . كان هذا الهاجس يطاردني بقوة تحديدا في الإسبوع الأول من إنقطاعي عن الفيسبوك و بدأ يخفت تدريجيا مع الوقت .
كنت قد تحولت - بشكل ما - إلى عبد لهذا الموقع . لاحظت أني حتى حين أكون مع الأصحاب يذهب الحديث كثيرا إلى الفيسبوك دون قصد ، "هل رأيت ما نشرة فلان على صفحته ؟ ، هل رأيت ما نشرته انا هذا الصباح ؟ " صار الفيسبوك ركنا أساسيا من أحاديثنا .
مع وعد بأننا لن نكون ابدا "أوف لاين " تمتد حساباتنا الإفتراضية لتغزو أكثر و أكثر حياتنا الواقعية ، أصبح الفيسبوك ( و بقية شبكات التواصل الإجتماعي ) أقرب إليك من أي وقت مضى . الفيسبوك في غرفة نومك على الكمبيوتر الشخصي وفي حقيبتك على اللاب توب أو التابلت و في جيبك أينما ذهبت على تليفونك المحمول . كل شيء أصبح لديه صفحة على الفيسبوك . من ماركة معجون أسنانك و كاتبك المفضل إلى الصحف اليومية و القنوات الإخبارية . الفيسبوك مُغري و سهل جدا لدرجة يصعب معها أن تتجاهله .
التواصل الإجتماعي على الفيسبوك أسهل ، بكبسة زر تُكتسب الصداقات و تُفقد أيضا ، و لأن الصداقة على الفيسبوك أسهل منها على أرض الواقع تمتد سريعا شبكة أصدقائك الإفتراضيين و تصبح أكبر و من دون واجبات أو إلتزامات و مندون عناء الإحراج الذي قد يصادفك حين تسعى للصداقة في الواقع . حتى أنت على الفيسبوك أفضل .. لديك الوقت للتفكير قبل كل بوست أو تعليق تنشره لتنمقه فتبدو أكثر ظرفا أو ذكاءا ، لديك وقت لإختيار الأفضل و الأجمل من بين صورك التي تعرضها على صفحتك - و حتى أن تعدلها ببرامج تعديل الصور كما تحب - ليرى العالم نسخة أجمل منك دائما . و لأن كل شخص يحاول أن يظهر بشكل رائع على الفيسبوك أظهرت الدراسات أن الفيسبوك قد يجعلك تعيسا لأن الصورة الذهنية التي ستكونها عن أصدقائك الإفتراضيين هي تلك الصورة الرائعة التي يقدمونها لأنفسهم عبر الإنترنت فتظن أن الجميع سعداء دائما بينما تعاني أنت وحدك في الحياة فتزداد كآبة و تنعزل أكثر عن العالم لترتمي في أحضان واقعك الإفتراضي لتدور في حلقة مفرغة لا مهرب منها .
أدركت حين أغلقت حسابي (و قد كان لدي ما يقرب من 300 صديق لم أرى أغلبهم إلا عابرا ) أن صداقاتي الإفتراضية واسعة و لكنها ضحلة . و أني على إستعداد تام لمقايضة هؤلاء الأصدقاء الإفتراضيين الذين لم أرهم في حياتي في مقابل صديق واحد حقيقي آنس بصحبته و أعرف أن بإستطاعتي الإعتماد عليه في وقت المحن .
لكن ما هو تعريف الصداقة ؟ كيف تعرف أن فلان حقا صديقك ؟
هنالك بالطبع الجملة الشهيرة " الصديق الحقيقي تعرفه وقت الضيق" هي صحيحة بالطبع لكني - شخصيا - أفضل تعريف آخر للصداقة ... " الصديق الحقيقي هو الذي تعرف أنك ستقضي معه وقتا ممتعا ، سواء فعلتما شيئا مميزا معا ، أو لم تفعلا أي شيء على الإطلاق " الصحبة هي أن تأنس لشخص ما بغض النظر عما تفعلانه سويا . وهذا النوع من الأصحاب لم أنجح في إكتشافه على الفيسبوك لأن التواصل عبر الشبكة يفتقر الوهج الإنساني الذي يجذبك إلى شخص بعينه لتصادقه و تأنس بصحبته .
" وحيدين .. سويًا " هو وصف دقيق لحالة الذين يتواصلون عبر الفيسبوك . في الوقت الذي نكون فيه سويا على الفيسبوك نحن في الواقع وحيدين ننظر إلى شاشة كمبيوتر أو هاتف محمول . نظن اننا سويا ولكن كلما كتب أحدهم شيئا على صفحته الشخصية كنت أسأل نفسي " إلى من يتحدث ؟ " .. هل يتحدث إلى كل أحد أم إلى لا أحد على الإطلاق ! . أن تقول شيء ما ثم تنظر كل خمس دقائق إلى ما كتبت لعل أحدا ما قد إنتبه و قام بالتعليق . انا لا اعرف ما هذا و لكنها بالتأكيد ليست مناقشة . هي أقرب لبيان صحفي لشخصية مشهورة أو خطاب يلقيه محاضر أمام جماهير . و ربما لهذا تزيد منصات التواصل الإجتماعي من نرجسية مدمنيها لأنها لا توفر في الغالب مناقشات مفيدة بل بيانات و تصريحات كالتي تلقيها الشخصيات المشهورة و لأنها تركز أساسا على إعلاء " الأنا" عند المستخدم و لو رغما عنه .
بعد أن قمت بغلق حسابي على الفيسبوك بدأت ألاحظ الكثير من الناس من مختلف الأعمار في الشارع ، على المقاهي و الكافيهات ومختلف وسائل المواصلات العامة منكبين في صمت على شاشات هواتفهم فاتذكر رغما عني "إيفيت فيكرز "
إيفيت فيكرز هي ممثلة أمريكية ، و موديل لمجلة بلاي بوي الشهيرة . إيفيت كانت ستتم عامها الثالث و الثمانين في أغسطس الماضي . و غير معروف بالضبط متى ماتت . عاشت حياة صاخبة في شبابها و إنخرطت في بعض الجمعيات الإجتماعية بعد ذلك و لكنها منذ سنوات إنزوت في بيتها حتى كاد العالم أن ينساها إلى أن إكتشفت جارتها بالصدفة كومة الجرائد و المجلات الكبيرة امام منزلها فأصابها القلق و كسرت أحد النوافذ إلى داخل منزل إيفيت لتجد جثة إيفيت شبه محنطة على أحد المقاعد ينعكس على وجهها الوهج الأزرق لشاشة الكمبيوتر الذي كان لايزال يعمل ، ربما منذ سنوات !
إكتشفت التحقيقات لاحقا أن نشاط إيفيت الإجتماعي قد تضائل إلى الصفر في أواخر سنوات عمرها و تم إستبداله بنشاط كبير على شبكات التواصل الإجتماعي على الإنترنت . إيفيت ايضا كانت تمارس لعبة " وحيدين .. سويا " .. و حين ماتت في صمت ذهب وهم الصحبة و لم يبق لها سوى الوحدة
المفارقة العجيبة التي كنت أرويها للأصدقاء لم تعد تثير العجب .. لقد عرفت و قابلت أصحابا أكثر عبر هذه المدونة - على تواضع أعداد متابعيها - ممن عرفت عبر الفيسبوك و كل منصات التواصل الإجتماعي مجتمعة .
كلما زادت أعداد أصدقائك على الفيسبوك زادت فرصة أن تكون وحيدا ، كلما إستخدمت الفيسبوك أكثر كلما صرت وحيدا أكثر . هنالك فئة من مدمني الفيسبوك موجودين دائما في لستة أصدقائك ، هؤلاء الذين لا يهم في أي وقت من اليوم ولا أي يوم من السنة تدخل على الفيسبوك فيها ستجدهم يكتبون شيء ما أو يشاركون صورة أو خبر أو فيديو على الفيسبوك . المشكلة هنا أن هذه الفئة من مدمني شبكات التواصل الإجتماعي هم الأصدقاء الذين ستتابعهم أكثر و تتواصل معهم أكثر لأنهم الأكثر تواجدا على الشبكة . مع الوقت ستلتقط منهم إدمان شبكات التواصل الإفتراضي رغما عنك .
إبتعادي عن الفيسبوك لمدة شهر جعلني أدرك أني لا أملك ثلاثمئة صديق .. هم في الحقيقة ربما خمسة أو ستة .. لكن أتعرف ماذا .. هذا الرقم أكثر من جيد . إبتعادي عن الفيسبوك جعلني أقدِر صداقاتي الحقيقية أكثر و ساعدني على تقويتها . جعلني أكثر حضورا في حياتي و عملي و هواياتي .. الآن أستمتع أكثر بالحاضر من دون ذلك "القرد أبو طبلة" الذي يقرع طوال الوقت في مؤخرة جمجمتي يحثني أن أضع هذا على الفيسبوك / أو أدخل لأتابع ما الجديد على الفيسبوك .
هل سأترك الفيسبوك بشكل دائم ؟ .. لا .. على الأقل ليس في الوقت الحاضر سأعود إليه ولكن بشروطي الخاصة . سأحذف كل الصفحات التي أتابعها وتملأ حسابي على الفيسبوك بهراء غير مُجدي من عينة " معا للقضاء على الحاجات الوحشة " و " الصفحة الرسمية للرشق في أي مصلحة " ، سأقوم بحذف أغلب الأصدقاء الذين لا أعرفهم بشكل جيد و تحديدا مدمني الفيسبوك. و سأحاول أن أستخدم الفيسبوك بشكل أفضل بدون مشاركات لا معنى لها مدفوعة بهوس المشاركة من أجل المشاركة و سأحاول أن احافظ على خصوصية صفحتي الشخصية بقدر الإمكان .