تاكسي الثورة

by Saturday, July 09, 2011 0 تعليقات


الفيلم الكوميدي
في مشهد من فيلم ( أمسك حرامي ) قرر إسماعيل ياسين أن يدخل في مغامرة مع عصابة حرامية فقال لخطيبته ( آمال فريد ) مطمئناً  : " متخافيش ، انا مش ها أستخدم العضلات .. ها أستخدم ده " ( و أشار إلى عقله )  ، صرخت آمال قائلة : يا دي المصيبة 
في الحقيقة يستجيب العبد لله بشكل مشابه حين يعرف أن المجلس العسكري بصدد التقدم بإقتراح أو مشروع قانون أو إستعدال دستوري .. إجمالاً .. حين يخبرنا المجلس العسكري أنه  : ها يستخدم ده 



فيلم الغموض 
يخبرونك أن المجلس العسكري ( ما بيفهمش في المسائل دي لأنها مش بتاعته ) و المسائل دي تشمل - تقريباً - كل ما له علاقة بالسياسة و خصوصاً سياسة مصر الداخلية . إذن هو معذور لأن الجيش لم يعتد التعامل مع المدنيين  .. لكن المشكلة أنه المؤسسة الوحيدة في الدولة التي تبقى متماسكة بعد الثورة بإستثناء فريق كرة القدم بالنادي الأهلي  ، و الثورة على المجلس العسكري ستذهب بنا حتماً إلى الفوضى في الوقت الذي أصبحنا نعرف أن حكومة شرف زيها زي " تودو كيك " لا بتحل و لا بتربط .. بس بتخلي مزاجك يظبط ، لكن حكومة شرف معذورة لأنها حكومة إنتقالية ، و في رواية أخرى : حكومة تسيير أعمال و نفخ عجل إنتاج  و لا منفعة حقيقية في إسقاطها لأن حكومات تسيير الأعمال متشابهة 

 فيلم الخيال العلمي 
مجلس رئاسي مدني ، أو مدني / عسكري مختلط ..  هو حلم بعيد يؤيده بعض النشطاء السياسيين لكن الإنتخابات على الأبواب و فكرة المجلس الرئاسي تستلزم تأجيل الإنتخابات ، ثم أن الخازوق الأكبر في المسألة هو أعضاء المجلس الرئاسي أنفسهم .. هل يعينهم المجلس العسكري بنفسه أم نستولدهم كأطفال الأنابيب من رحم " إختلاف شباب الثورة " أم ينتخبهم الشعب مباشرة ؟  ، و لنا في مؤتمرات الوفاق القومي أسوة منيلة بنيلة ، إنهم كفرقة كرة قدم تلعب في دوري الدرجة الثانية لا جمهور لها و لا يهتم أحد بمتابعة مبارياتها 

ثورة و سيجارة

المسرحية الدينية  
تعارض كتلة التيار الإسلامي بزعامة الإخوان المسلمين فكرة تأجيل إنتخابات مجلس الشعب لأنها لا تؤمن بسينما " التليفونات البيضاء " حيث الصورة جميلة دائماً و لو كان الكادر المراد تصويره هو صفيحة زبالة ، و لكنها تجيد بشكل يدعو للإعجاب سينما الواقعية .. راجع أحدث أفلامهم بدور العرض و الصيدليات : الإخوان يكتسحون إنتخابات نقابة الصيادلة
الأجمل هو أنه لا أحد يعرف يقيناً ما هو شكل إنتخابات مجلس الشعب القادمة من الأساس .. هل هي إنتخاباتنا المعتادة أم هي إقتراح المجلس العسكري الأول بثلث يدخل بالقائمة و ثلثين كأفراد أم إقتراح المجلس العسكري الثاني .. نصف قائمة و نصف أنفار .. و هل تظل نسبة ال 50% عمال و فلاحين أم تذهب و هل تظل الدوائر الإنتخابية كما هي - مع وجود دوائر تفصيل كان النظام الراحل قد إستحدثها من عدم لأغراض غير بريئة - أم يعاد النظر فيها ؟ 
موقف التيارات الإسلامية واضح في شأن الدستور .. و يتلخص في المتتالية التالية : أغلبية برلمانية تنتخب أغلبية تشريعية من لجنة كتابة الدستور .. تنتج دستور ذا أغلبية دينية 
في الحقيقة .. متتالية الأغلبية هي بشكل عام فكرة التيارات الإسلامية الوحيدة حول الديموقراطية


الفيلم البوليسي 
منذ فترة طويلة ظل الميثاق الغير مكتوب بين الشعب و الشرطة هو : الشعب في خدمة الشرطة
 ، و لذلك كانت الحاجة لوضع فيزيتة قد تصل أحياناً إلى 30 ألف جنيه لدخول كلية الشرطة .. قائمة أسعار الشاذلي مثالاً .. و الفكرة بالطبع أن يجمع الشرطي ما دفعه أولياء أمره أضعافاً مضاعفة بعد أن يأخذ لقب الباشوية و يتخرج من الكلية - أو معهد أمناء الشرطة - في صورة رشاوي أو نفوذ و تسهيلات 

الحلول المطروحة منطقية .. لكن المشكلة أنه لا أحد يطرحها ، أنظر بعض الحلول المقترحة من هناك
---
فيلم سيكس
و الحماس - على ما يبدو - هو بالضبط ما ينقص طبخة الثورة المصرية المائعة ، فالمجلس و الحكومة كالموظف الكسلان لا يقبل على العمل إلا مضطراً و بعد مليونية أو إثنان .. تخرج الأوراق من مكتبه ناقصة و غير واضحة ، و الوقت يمر دون إنجاز يذكر و الشارع الذي كان ينتظر بلهفة قد مل و حبال الصبر دابت و مخزون الثقة ينخفض 
الإعتصام مستمر في كثير من المحافظات و المجلس العسكري يلتزم الصمت و الأمن الوطني هو الأمن المركزي و الشرطة تتلكأ و تتدلل و أباطرة الفساد يبدو أنهم سيفلتون من العقاب و نحن لا نعرف إلى أين نذهب

لونجا - رياض السنباطي

على باب الله

Developer

Cras justo odio, dapibus ac facilisis in, egestas eget quam. Curabitur blandit tempus porttitor. Vivamus sagittis lacus vel augue laoreet rutrum faucibus dolor auctor.