إخباريات 2

by Monday, December 27, 2010 0 تعليقات

طلب مني أن أناوله الشعلة الأولمبية ، حشرها تحت إبطه العاري محتفظاً بالرأس المشتعل وراء ظهرة إلى أن أخرج سيجارة جديدة من العلبة الكليوباترا فأطبق عليها بشفتيه و أعاد علبة السجائر إلى جيب سرواله ثم أشعل السيجارة بالشعلة الأوليمبية و أعادها إليّ مرة أخرى ، أمسكت بمقبض الشعلة و قد أصبحت تحمل رائحة عرقه السمجة المنفرة و حاولت ألا أفكر في الموضوع بينما تتجنب أناملي ملامسة تلك الشعيرات اللذجة التي هربت لتوها من الدغل المختبيء تحت إبطه و إلتصقت بمقبض الشعلة
لاحظت أن الفواصل بين إيماءات رأسي المؤكدة على كلامه بدأت تتباعد .. فأومأت بسرعة مؤكداً على حديثه و عزمت على أن أقول شيء ما مثل " بكل تأكيد " أو " نعم .. هذا صحيح " حين يتوقف عن الكلام ليبتلع ريقه ، لكن هذا الوغد يبدو أنه لن يتوقف أبداً
ثمة معلومة هامة يجب أن تعرفها لكي تنجح في حياتك ، لكن لا تنظر إلي هكذا لست أنا من سيخبرك عنها-
يا الله .. الحقير يظن أني أهتم بنصائحه ، حسناً إليك هذه النصيحة : لا تقابل ضيوفك مرتدياً فانلة داخلية متسخة أيها الوغد  .. لعن الله الظروف التي أحوجتني إليك 
 و بخصوص الموضوع الذي طلبته مني ذلك اليوم -
قالها بتأن و هو يضغط بشفتيه على الكلمات ليستمتع بمشاهدتي و قد إشتعلت أعصابي في إنتظار ما سيقول .. آه يا حيوان .. عذبني لمدة أطول من فضلك .. تلذذ أكثر يا ابن الكلب
تعرف أني لا أرفض لك طلب أبداً ، لكن عليك أيضاً أن تراعي حرج موقفي -
أدركت حينها أني غالباً سأقتله ، ضربة واحدة من الشعلة الأوليمبية على رأسه و يفقد الوعي ،  أحشره داخل السجادة الحمراء التي يقف عليها و ألقي بجثته في النيل .. تعثر الشرطة بعد فترة على جثته و تستدل على شخصه عن طريق بقعة المانجو الصفراء على صدر فانلته و بقايا حيواناته المنوية المتحجرة في كهوف سرواله الفضفاض .. يُحيل القاضي أوراقي إلى فضيلة المفتي و يصلني قبل تنفيذ الحكم جواب شكر من زوجته 
آنست و شرفت .. كنت أود لو تخرج مجبور الخاطر ، لكن ما باليد حيلة هذه المرة - 
  شكرته بتلك العبارات المقتضبة المحفوظة فرد عليها بتلك العبارات المبتذلة الحقيرة ، مططت شفتي بما يشبه الإبتسامة فمط شفتيه بما يوحي بالتأثر ، دعوت لزوجته بالشفاء العاجل رغم يقيني أنها تختبيء خلف باب غرفتها تسترق السمع و لم أنس أن أضع الشعلة الأوليمبية في الفجوة المخصصة لها بين طيات زلومة الفيل الأبيض الواقف على قائمتيه الخلفيتين ، ذلك التمثال الغبي الذي يشي بذوق صاحبه السوقي هو أول من يستقبل الضيوف و آخر من يودعهم من موقعه المميز   المواجه لباب المنزل ، ودعته موزعاً نظراتي بينه و بين الفيل الأبيض و أصريت على أن غلق باب الشقة بنفسي فور خروجي حتى لا يهبط معي إلى بوابة العمارة ليودعني 

---------
هوامش : الصورة من هنا

G-Swing feat. Le Major Melon - La Voix Humaine

على باب الله

Developer

Cras justo odio, dapibus ac facilisis in, egestas eget quam. Curabitur blandit tempus porttitor. Vivamus sagittis lacus vel augue laoreet rutrum faucibus dolor auctor.