( جريدة الأهرام 15 أغسطس 2010 ( أضغط على الصورة للتكبير
عنوان فرعي للخبر في الجريدة يقول : القبض على سائقين و تقديمهما للنيابة بتهمة التدخين و الإفطار في نهار رمضان، لكن يبدو أن العنوان بعد مراجعته وجده أحدهم ربما أقسى من اللازم فحذفه من موقع الجريدة على الشبكة العنكبوتية و إن بقى الموضوع كما هو إلى الآن لذلك قررت أن أرفعه على سيرفر آخر تجده : هنا
الخبر يتحدث عن الجولة الميدانية التي قام بها اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة لتفقد الحالة الأمنية وحركة المرور وقت الذروة بالمحاور الرئيسية والميادين .. و فجأة نجد هذا الكلام العجيب
وقد قام اللواء الشاعر بتطبيق القانون علي المدخنين المفطرين في شهر رمضان وإحالة سائقين إلي النيابة عندما لاحظ سير سيارتين ميكروباص متجاورتين بمنتصف الطريق ويقوم قائداهما بتبادول السجائر بالتناوب بينهما من شباك السيارة.أي قانون هذا الذي قام السيد إسماعيل الشاعر بتطبيقه على " المفطرين في شهر رمضان " و هل هنالك قانون يُجرم الإفطار في رمضان ؟؟؟
من الواضح أن السجائر التي كان يدخنها السائقين هي سجائر بريئة من النوع التي تبيح الحكومة تداوله بالأسواق و إلا لكان الأولى أن يشير الخبر إلى تحويل المتهمان إلى النيابة بتهمة حيازة و تعاطي المخدرات و ليس بتهمة " الإفطار في رمضان " أليس كذلك ؟
ثم كيف ستتعامل النيابة معهم ؟؟ هل ستأمر بحبسهم أم بجلدهم ؟ و تحت أي شرعية .. القانون المدني أم الشريعة الدينية ؟.
مدير أمن القاهرة بنفسه يقوم بالقبض على المفطرين أي أنها سياسة وزارة و حكومة و ليست مجرد حركة عنترية ، مدير أمن القاهرة يقبض على المفطرين بدون سند قانوني و بدون تهمة يحددها القانون المصري فما بالك ببقية الضباط المتحمسين
--
كنت أعتقد أن الدين قائم بالأساس على حرية الإختيار .. من أراد أن يؤمن فليؤمن و إلا فكيف يحاسبك الله إن كنت مُجبراً على الإيمان .. تصوم رمضان مُضطراً خوفاً من أن يقبض عليك " إسماعيل الشاعر " و أمثاله و يعرضونك على النيابة بتهمة الإفطار
كيف ستتعامل الحكومة مع 10 % من مواطنيها الذين لا يصومون رمضان ببساطة لأنهم ليسوا مسلمين ؟ هل ستفرض عليهم الصيام أيضاً حفاظاً على مشاعر الأغلبية المسلمة ؟
و ما هي أصلاً " مشاعر الأغلبية المسلمة " .. و ما يضيرها في من يأكل أو يشرب في نهار رمضان أليست تصوم على إقتناع و إيمان أم تراها تصوم على إضطرار هي الأخرى ؟
الموضوع خطير بحق .. لأنه لا يسعنا سوى التفكير فيما سيحدث بعد ذلك .. هل تفرض الدولة الحجاب و ربما النقاب كزي إلزامي على النساء ؟ هل تعتقل الشرطة السافرات حفاظاً على مشاعر الأغلبية المُحجبة ؟
هل تهدم الدولة دور العبادة الغير الإسلامية حفاظاً على مشاعر الأغلبية المسلمة ؟
ترى هل نستيقظ يوماً ما لنجد شرطة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تجوب شوارعنا بهراواتها لتدفعنا بالقوة للصلاة ؟
هل نحن دولة مدنية أم دولة دينية ؟