وطن الخوف

by Thursday, October 04, 2012 0 تعليقات
  
على بوابة حدودية أوقفوني ، ثلاثة حراس لهم نفس الزي و التسليح و الملامح ، يرتدون نظارات شمس متطابقة و يلوكون نفس اللبانة . سألني احدهم عن الهوية فأعطيته شهادة الوفاة . تفحصها الثلاثة لبرهة و قد توقفوا عن مضغ اللبان ثم تطلعوا إليّ ثانية .. عادوا إلى مضغ اللبانة و مضغ احدهم معها سؤالًا : " كيف وصلت إلى هنا ؟ " 
أجبته و انا انظر إلى إنعكاس وجهي في نظارته " راكبًا على جناح ذبابة " 

يطأ الرفيق الأعلى ببيادته العسكرية على الأرض فيفعص بقع النور و يحل المساء . تلفظني جميع العتبات فآكل الخبز على الرصيف . و أتسلى بمراقبة المدينة وهي تحترق .
يخرجون من أحد الشقوق و هم يصرخون بهتافات مختلطة و يرفعون المصاحف و السيوف . يجرجرون خلفهم شاب يتلوى كالغريق . يتطوع أحد الجواسيس فخورا بإخباري أنهم ضبطوه و هو يسب الرسول على الشبكة العنكبوتية . تهرول خلفهم امه . عرفت أنها امه دون أن يخبرني الجاسوس .
تركتهم لأتسكع تحت ضوء المصابيح ، كعاهرة أنتقل من شارع إلى شارع . تتبول على رأسي أجهزة التكييف فأنظر إلى السماء و ألعنها . أتوقف عن السباب و أرتجف حين أتخيلهم يأتون إليّ . أنا الذي أحب ليلى أكثر من الله . و ليس لي أم تهرول خلفي. 

*الصورة لوالدة ألبير صابر ، المتهم بإزدراء الدين الإسلامي ، اثناء محاكمته 26سبتمبر 2012
مصدر الصورة من هنا

على باب الله

Developer

Cras justo odio, dapibus ac facilisis in, egestas eget quam. Curabitur blandit tempus porttitor. Vivamus sagittis lacus vel augue laoreet rutrum faucibus dolor auctor.