by
Wednesday, July 18, 2012
0
تعليقات
Cinemania
برمائيات
تخبيط في الحلل
تعايش
تعبيري
تهييس
حمرا
عالم أفضل
ما بعد الحداثة
من هنا و من هناك
قرأت منذ فترة مقالة بعنوان " ماذا سيحدث لو توقفت الأرض عن الدوران " و الإجابة في المقال كانت مجموعة من الكوارث تصلح تماما أن تكون وصف لنهاية العالم
إنهيار الدولة - أي دولة - هي عملية شبيهة بتوقف كوكب الأرض عن الدوران . فالأرض - كما نعرف - تدور حول محورها بسرعة 1100 ميل في الساعة و لكننا لا نشعر طبعًا بهذه السرعة و إن كنا نستدل عليها بتعاقب الليل و النهار و توازن مغناطيسية الأرض و غيرها من الدلائل العلمية .
الفكرة في إنهيار الدولة - كما في توقف الأرض عن الدوران - أن شيء ما حيويا جدا لدرجة أنك لا تلاحظ وجوده يتوقف عن العمل .
هذه المنظومة لن تشعر بأهميتها الحقيقية إلا حين تؤخذ منك .
هذه المنظومة لن تشعر بأهميتها الحقيقية إلا حين تؤخذ منك .
أتناول هنا تصور شخصي لإنهيار الدولة ، و الفكرة ليست تصدير التشاؤم ولكنها محاولة سريعة لفهم مراحل الإنهيار الذي لا أحب أن أراه بالطبع لا في مصر و لا أي دولة أخرى مع ذكر أمثلة لبعض الدولة الفاشلة
1- الفقر
هو نتيجة منطقية حين تكون مصروفاتك أكبر من مواردك ، ثم تصبح مشترياتك أغلى بكثير من دخلك فتتراكم ديونك أكثر و أكثر إلى أن يصبح الوفاء بها مستحيلا و تقترب قيمة عملتك من الصفر . و هو ما عرفناه بشكل أكثر لطفًا في مصر بأسم " التضخم " .
اذا كان للفشل الاقتصادي مثالا ، فهو بالتأكيد " دولة زيمبابوي " التي طبعت حكومتها مؤخرا ورقة نقدية بقيمة " تريليون دولار زيمبابوي .. الدولار الأمريكي بالمناسبة يعادل حوالي 50000000 دولار زمبابوي .
الفقر أيضا يعني فرص أقل للتقدم و التوسع الإقتصادي و بناء أو صيانة البنية التحتية الموجودة وضمور الإقتصاد الحالي المصاب بالأنيميا أكثر و أكثر . المؤسف أن زيمبابوي مثلا كانت يومًا ما دولة غنية .
كلما إزداد الفقر زادت السلطة فسادا . هي قاعدة بلا إستثناءات ، و لو بحثنا عن نموذج للفساد فلن نجد أفضل من " الصومال" التي تستحق بجدارة لقب " السوق السوداء للكوكب " كما أنها أيضا " نادي القراصنة و الإرهابيين " هي مثال رائع للدولة الفاشلة حتى أن الكثير من المراقبين يكتبون تعبيرا مشتركا حين يتكلمون عن الصومال فيقولون : " لا أعرف إذا كان يصح أن نطلق عليها لقب دولة من الأساس ؟! "
2- غياب الأمن
من أول الخطوات التي تشير إلى إنهيار مؤسسات الدولة هي عدم قدرتها على الحفاظ على أرواح و ممتلكات مواطنيها بشكل كافي ، فتترك مهمة الأمن و السلامة للمواطن . تنتشر الأسلحة بين أيدي العامة و تظهر مع الوقت عصابات أو ميليشيات مسلحة تبسط نفوذها على مساحة محددة من الأرض و تنشأ تلك العصابات في الغالب على أسس عرقية و/أو دينية فتمارس الإضطهاد على أصحاب العرقيات/ الأديان المغايرةأو حتى المجاورة لمناطق نفوذها .
و كخطوة تالية لتمكين الفرد من تطبيق سلطة الضبطية البوليسية بنفسه تنشأ الحاجة إلى المحاكم العرفية / الشعبية و/أو يرتدي أفراد الميليشيات ثوبي القاضي و الجلاد معًا فتطبق ببساطة منهج العقاب الفوري on the spot على من يقع تحت أيديهم و العقاب غالبا لا يخرج عن القتل / الإيذاء البدني للضحية أو تخريب/نهب ممتلكاته و هو إنهيار آخر للقوانين السيادية للدولة و منظومتها القضائية .
في باكستان مثلا يعجز أغلب المواطنين الفقراء عن الوفاء بمصاريف و أتعاب التقاضي أمام القانون . و إن إستطاعوا إليها سبيلا فهناك فرصة كبيرة أن لا يتعدى صدى الحكم الصادر طرف لسان القاضي مع غياب و/أو تواطؤ السلطة التنفيذية القادرة على تطبيقه .
3- إنهيار المرافق العامة
في بعض الدول لا تكفي البنية التحتية لإنارة كل أحياء العاصمة ، لذلك تصل الكهرباء يوم واحد فقط من الأسبوع إلى كل حي . أما خارج العاصمة فمسألة الكهرباء غير مطروقة من الأساس .
في الكثير من الدول الأفريقية عليك أن تخوض عبر معاناة حقيقية للعثور على مياه صالحة للشرب و الكثيرين يصرفون جانب كبير من دخلهم و وقتهم للحصول على ماء نظيف صالح للشرب و الإستخدامات المنزلية .
شبكات الصرف الصحي غير موجودة بالمرة لدى الغالبية العظمى لمواطني الدول الأفريقية و فيتراوح عدد المواطنين الذين تصلهم شبكات صرف صحي جيدة من 23% في جنوب أفريقيا إلى أقل من 5% بالكونغو .. وليس لدي معلومات حول نسبة المصريين الذين تصلهم شبكة الصرف - و إن كانت بالطبع أعلى من نسب أغلب الدول الإفريقية و لم أستطع الحصول سوى على تصريح قديم - قبل ثورة 25يناير- يعد بمد شبكات الصرف الصحي لتشمل المصريين جميعا في عام 2040
شبكات الصرف الصحي غير موجودة بالمرة لدى الغالبية العظمى لمواطني الدول الأفريقية و فيتراوح عدد المواطنين الذين تصلهم شبكات صرف صحي جيدة من 23% في جنوب أفريقيا إلى أقل من 5% بالكونغو .. وليس لدي معلومات حول نسبة المصريين الذين تصلهم شبكة الصرف - و إن كانت بالطبع أعلى من نسب أغلب الدول الإفريقية و لم أستطع الحصول سوى على تصريح قديم - قبل ثورة 25يناير- يعد بمد شبكات الصرف الصحي لتشمل المصريين جميعا في عام 2040
4- الجهل و المرض
مع الفقر و إنعدام الأمن و إنهيار المرافق يبدو التعليم ترفًا لا يملك تحقيقه إلا فئة قشرية من المجتمع بينما تنصرف الأغلبية إلى سد حاجات أساسية أكثر كالحصول على لقمة العيش و الإستمرار حيًة .
و المرض هو نتيجية طبيعية أخرى لفشل الدولة في توفير بيئة مناسبة و صحية للمواطنين و غياب منظومة التأمين الطبي عنهم مع إرتفاع أسعار المستشفيات و الدواء و ندرتها . لذلك يلجأ المواطن إلى بدائل شعبية للعلاج عادة ما تكون غير مجدية / بل و ضارة و لكنها رخيصة .
Chan Chan - Buena Vista Social Club - Live