حصة الدين

by Wednesday, October 07, 2009 6 تعليقات
في مقاله الأسبوعي - يوم الجمعة الماضي - بجريدة الأهرام تكلم الصحفي إبراهيم حجازي عن موضوع حصة الدين في المدارس المصرية فقال ما معناه أن حصة الدين هامة جداً للإنسان المصري لأنها تحفظه من الضياع و التشرذم و تزرع في نفسه مباديء الدين الجميلة فيخرج من المدرسة شاباً مؤمناً يحترم القوانين و يفيد بلاده
قال حجازي أن اللادينية هي أصل الخراب و أنها تبيح لمعتنقيها كسر
القانون إذا أمنوا من شره ، أي أن اللاديني على إستعداد دائم ليكون مجرماً إذا غفل عنه القانون .. أما المؤمن فإن أمن من شر القانون الوضعي فلن يأمن من شر القانون الإلهي ... لهذا فالمؤمن حلو .. اللاديني وحش
و تمادى حجازي في طرح أفكاره المضحكة قائلاً ان اللادينية ما هي إلا مؤامرة غربية - أي و الله قال كده - هدفها الأساسي هو القضاء على الشرق - أي العالم الإسلامي - المؤمن جداً أوي خالص ، حتى شبهها بالإستعمار و لكنه إستعماراً للعقول هذه المرة

ثم عاد ليشرح لنا - نحن معشر الجهلاء - كيف أن الواقع الأليم الذي نعيش فيه الآن من فساد و رشوة و أنتشار غير مسبوق للجريمة بمختلف انواعها و أشكالها ما هو إلا نتيجة لإهمالنا حصة الدين المدرسية و فساد إيمان أطفالنا .... شفتم بقى أزاي الحل بسيط و سهل و حلو و إحنا اللي كنا مش واخدين بالنا

الرد على المقال يعتبره العبد لله نوع من أنواع الممارسات غير المجدية ... فالمقال بالأساس موجه لفئة يعجبها هذا اللون و تُطرَب لسماعه دونما حاجة لبحث الموضوع بشكل عقلاني واقعي ... لذلك سنسرد بعض الأمثلة من باب طق الحنك ليس إلا

أولاَ ... كطفلاً مسيحياً كنت أكره حصة الدين ، لا لذاتها و لكن لفكرة أن الفصل ينقسم خلالها إلى إثنين .. تجلس الأغلبية المسلمة في أماكنها بينما نذهب نحن - الأقلية المسيحية - إلى غرفة التدبير المنزلي لننتظر مدرس الدين المسيحي ، قبل أن نفهم بشكل كاف ديننا فهمنا أن المسيحي هناك و المسلم هنا ... تعلمنا أن العلم يجمعنا بينما تفرقنا الأديان

كان جاري المسلم يدرس بمدرسة الفاروق الإسلامية ، كانت صداقتنا قوية بحق ... اخبرني في يوم بعد تردد أنهم قد لقنوه في المدرسة " لا تسلم على النصراني و لا تصادقه " و لكن والداه أخبراه أن هذا المبدأ غير صحيح

ثانياً ... معدلات الفساد في بلد يعتنق أغلبها ( 80 % ) اللادينية و هي ألمانيا ... إن قارنتها ببلد مؤمن من ساسه لرأسه مثل مصر ستجد أن كلام الحج حجازي ما يساويش ثلاثة تعريفة و أن العبرة لم تكن أبداً بمدى إيمان أهل هذا البلد و لكن بمدى إحترامهم للقانون و إلتزامهم بتطبيقه

فكرة أن اللادينيين أو الملحدين ما هم إلا مشاريع مجرمين تمشي على الأرض في إنتظار أول غفلة للقانون هي فكرة سخيفة تنم عن جهل قح باللادينية و خلط - أرى أنه مُتعَمَد - بينها و بين البوهيمية .. و السبب واضح لا يحتاج لتعليق

ثالثاً ... ليس من واجبات المدرسة أن تعمل على إدخال طلابها الجنة

رابعاً ... تختلف و تتباين الطوائف داخل الدين الواحد .. مثلاً يعظ المسيحيين الأرثوذوكس بتعاليم قد تتباين و تعاليم البروتستانت و الكاثوليك كما قد تختلف تعاليم الشيعة عن السنة ... فهل ستعين لكل طائفة مدرساً ؟
و ماذا عن البهائيين و غيرهم ... هل ستعين لهم مدرسين أم ستجبرهم على إختيار إما الدين المسيحي أو الإسلامي ؟؟
-----------
حجازي لم يأتنا بأي جديد في مقاله ، هو فقط يردد كأي ببغاء آخر يحترم نفسه ما تذيعه الأبواق
" السبيل الوحيد للتقدم هو مزيد من الدين ... و مزيد من التدين "
و هي وصفة سهلة .... لكنها لن توصلك إلى أي مكان .. تماماً كوصفة الأراجوز للعمدة في أوبريت الليلة الكبيرة
تمشي كدة على طول على طول ... لحد ما تلاقي عمارة
تكسر يمين تلقى بتاع فول ... دكانته على ناصية حارة

تدخل يمينك و شمالك ... شارعين و في التالت تكسر
على اليمين واخد بالك ... و تمشي على طول تتمخطر

تفضل كده تمشي و تلف ... و تخش من مطرح ما طلعت
و لما تلقى مقلة لب ... تعرف أنك تهت و ضعت



على باب الله

Developer

Cras justo odio, dapibus ac facilisis in, egestas eget quam. Curabitur blandit tempus porttitor. Vivamus sagittis lacus vel augue laoreet rutrum faucibus dolor auctor.