" هل تملك الرصاصة أن تختار هدفها ؟ هل تعرف الرصاصة المسلم من المسيحي ؟ "
في الفترة ما بين عامي 1989 و 2003 شهدت ليبيريا ( دولة أفريقية .. غرب قارة أفريقيا ) طوفان من العنف و الدمار و الدم حيث إندلعت حرب أهلية طاحنة بين الديكتاتور تشارلز تيلور من جهة و بين ميليشيات المتمردين من جهة أخرى .. تحولت الشوارع إلى ساحات قتال ، تصاعدت حملات السرقة و الخطف و الإغتصاب إلى معدلات كارثية .. جُنِد الأطفال قسراً ، أنتزعوهم من منازلهم ، من بين أحضان ذويهم ، ثم ألقوهم في ساحات القتال مُدَججين بالسلاح كالعادة ... كان المدنيين هم أول من يدفع الثمن ، أكثر من 250000 قتيل ، مليون جريح .. ملايين من المدنيين أجبرتهم الحرب على هجر بيوتهم ، مئات الآلاف من النساء تعرضن للإغتصاب و القتل
و لكن في وسط ظلمة تلك السنوات السوداء كانت هناك نقطة نور ، قصص بطولة لم يكن العالم راغباً في معرفتها .. ربما لأنه لم يكن ينظر
تحت وطأة القتال إضطرت ليما ( الصورة على اليمين ) لأن تهرب من بلدتها لتخرج إلى العراء ، كانت تشعر بالعجز حين يبدأ طفلها في البكاء و لا تقدر أن تأتيه حتى بشربة ماء إن أستمرت الحرب ، لن يعرف الطفل الليبيري إلا الجوع و الغضب
و في محاولة منها لتغيير هذا الواقع الأسود بدأت حركة نسوية سلمية تحت أسم المبادرة المسيحية النسائية للسلام ، ألهمت هذه الخطوة ( أساتو باه كينيث ) .. و هي أمرأة ليبيرية أخرى فأنشأت ما أسمته بمنظمة النساء الليبيريات المسلمات
و أتحدت المنظمتان لخلق حركة نسائية سلمية واسعة في ليبيريا ، كانت المرة الأولى التي يجتمع فيها مسلمي و مسيحي ليبيريا تحت هدف و احد و هو السلام ، فالديكتاتور تيلور مسيحي و فصائل المتمردين تتكون في أغلبها من المسلمين
: قالت ( فايبا فلومو ) سكرتيرة المنظمة
" هل تملك الرصاصة أن تختار هدفها ؟ هل تعرف الرصاصة المسلم من المسيحي ؟ "
خرجت النساء الليبيريات في مظاهرات عديدة حاشدة ، يحملن لافتات تقول " نريد السلام الآن " في شجاعة نادرة واجهن الدبابات و البنادق قدمن عرائض للمحاكم و تحدثن مع تشارلز تيلور شخصياً , تحدثن مع قساوسة الكنائس و خطباء المساجد و طلبن منهم أن يضغطوا على تيلور و قادة الميليشيات المسلحة
و أخيراً وافق تيلور على إقامة مباحثات سلام مع المتمردين في غانا 2003 ... سافرت بعض النساء معه و حين شعرن أن المباحثات ستنتهي بدون التوصل لإتفاق مشترك , إعتصمن أمام مقر المباحثات و رفضن فك الإعتصام إلى أن يتوصل الطرفان إلى إتفاق سلام
نُفي الديكتاتور تشارلز تيلور ثم تمت محاكمته كمجرم حرب , و بدأت الأمم المتحدة عملية نزع السلاح في ليبيريا ثم أنتخب الليبيريون إيلين جونسون رئيسة للبلاد ( الصورة على اليمين ) لتكون أول أفريقية سوداء تأتي إلى الحكم عبر صناديق الإنتخاب .. لتحمل معها أمل جديد
------
كم أنتي جميلة أيتها المرأة الليبيرية
---