شادية .. زي ما هو باين .. أغلب من الغلب
حكاية شادية
تزوجت شادية ناجي إبراهيم السيسي عام 1981 من طلعت فوزي عبد السيد زواجاً مسيحياً كنسياً و بعقد موثق
و أنجبت أربعة أبناء جميعهم يقتربون من العقد الثالث من عمرهم و في سبتمبر 1996 أستدعت مباحث بنها والدها ناجي إبراهيم السيسي بدعوي أنه كان قد أشهر إسلامه , فهرعت شادية لتزوره في قسم الشرطة و أثناء زيارتها له في الحجز أستدعاها رئيس المباحث و طلب منها بطاقتها الشخصية , فقالت أنها لا تملك بطاقة شخصية مثلها مثل الآلاف و ربما الملايين من النساء البسطاء في مصر
و لكنها أقرت أمام رئيس المباحث أنها مسيحية و متزوجة من طلعت فوزي عبد السيد , فوجه لها تهمة التزوير لأنها يجب أن تكون مسلمة حيث أن والدها كان قد أسلم
و رغم أن والدها كان يعيش مع أولاده و زوجته المسيحية كمسيحيين , و جميع معارفه يعرفون أنه مسيحي حتي أنه عندما توفي في عام 2003 تم إستخراج شهادة وفاة له علي إنه مسيحي , و بأسمه المسيحي و دفن في مقابر المسيحيين .. و لكن رغم كل ذلك أصر رجال المباحث أنه كان مسلم ؟؟؟
و حُكم علي شادية غيابياً سنة 2000 بالسجن 3 سنوات مع الشغل بدون إخطارها بالحكم , أو حتي علمها بوجود قضية ضدها من الأساس و تم تأييد الحكم في 22 أكتوبر 2007 و سُجنت بالفعل بناء علي قضية لا يعرف لها أحد معني محدد سوي قهر سلطة الشرطة و الأحكام القضائية الجائرة
شادية ولدت مسيحية و تزوجت مسيحية و عاشت ما يقارب النصف قرن من الزمان - و هي سنوات عمرها - كمسيحية
فما الجريمة التي أرتكبتها شادية ؟
و بأي تهمة يستدعيها ضابط المباحث من الأساس ؟
و حتي لو إفترضنا أن والدها كان قد أسلم في فترة ما من حياته .... فأين هو القانون الذي يُجبر الأولاد علي إعتناق دين والديهم الجديد عند تحولهم عن ديانتهم الأصلية ؟؟
اللهم إلا بعض الأحكام القضائية التي صدرت بدون سند من القانون , بل وحتي بدون منطق يقبله العقل .. و إنما كانت نتاج هذا الخلط المتعمد بين الدين و حقوق المواطنة و التعصب الديني الأحمق
و بفرض أن والد شادية كان قد أسلم في فترة ما من حياته بدون علم من أهله .. فما الذي كان منتظراً منها أن تفعل ؟؟
هل تترك بيتها .... و تنكر دينها ... و تتطلق من زوجها .... و تتبرأ من أولادها ... و تهرع لتدخل في الإسلام بدون إيمان منها و بدون حتي رغبتها .. لمجرد أن والدها قد أسلم ؟؟؟
إما هذا .. و إما تُحاكم و تسجن بتهمة التزوير ؟؟
أي قانون هذا ؟؟؟؟
أين حق الإنسان في أختيار معتقده و دينه ؟
و أين هي منظمات حقوق الإنسان المصرية ؟
و أي قاضي يحكم و يستند في حكمه لهذا العك القانوني ؟
كانت شادية على وشك الاحتفال بزواج ابنها الأكبر قبل القبض عليها بثلاثة أيام قبل حفل الزفاف في شهر سبتمبر الماضي.
شادية لم تستطيع أن تتحدث بشيء بعد صدور الحكم القاسي سوى بكلمة واحدة أنها مسيحية ولا تعلم شيء عن هذه الأوراق وما زالت شقيقتها بهية تواجهة مصير رحلة الهروب خوفاً من بطش القضبان
لقد حول القضاء المصري الأختان شادية و بهية إلي واحدة مسجونة و الأخري تعيش مُطاردة من الشرطة
و لماذا ؟؟؟ .. لا أحد يعرف
أصدرت محكمة جنايات شبرا الخيمة حكمها بسجن شادية السيسي ثلاثة سنوات في القضية رقم ١٤٢٢٣ قسم أول شبرا الخيمة لسنة ١٩٩٦ والمتهمة فيها الشقيقتان شادية وبهية بتزوير أوراق رسمية على اعتبار أنهما قاما بكتابة أوراقهما مسيحيتان وهما في الأصل مسلمتين بالتبعية لوالدهم الذي أشهر إسلامه عام 1964 ثم عاد مرة أخرى
... التهمة غير معروفة أو مفهومة علي الاقل بالنسبة للعبد لله
: و أتمني من سيادتكم أن تدلوني علي إجابة سؤالين لا ثالث لهما .. و هما
1 هل هناك إكراه في الدين ؟
2 هي شادية أتسجنت ليه ؟
و بس
-----------------------
المصادر : الصحفي مدحت قلادة : جريدة المصري اليوم يوم 23/11/2007
الصحفي محمد الباز : صحيفة الفجر المصرية
الصحفي مجدي خليل : جريدة الوطني الإسبوعية
مصريون ضد التمييز الديني , و الحوار المتمدن
-----------------