أنا أتكلم في الموضوع الذي يعجبني ... في الوقت الذي أراه مناسبا

by Thursday, June 18, 2009 7 تعليقات
إن تكلمت في الموضوع ( أ ) يشعر الجميع بواجب ديني و حماسة وطنية و قومية حارقة تدفعهم دفعاً لأن يسألوك - بالعصبية اللازمة - ذلك السؤال الأزلي ... " لماذا لم تتحدث في الموضوع ( ب ) ؟ " في تلميح واضح مُفَادُهُ أنك - و لمؤخذة - عميل بمبريالي ... عدواً لله و الوطن و المجتمع و الناس ... تملك عقلية جاسوسية - تجسسية حقيرة ، مغموسة في ماء المراحيض العامة ( الخالية من السيفون و الشَطَاف ) و أن الشيء الوحيد الذي يمنعهم عن قتلك حيثما تقف في التو و اللحظة هو أنهم يتمتعون بغدد ليمفاوية ( صبرية ) نَشِطة.. تفرز مُخَاطاً لا ينضب من الصبر و طولة البال

لماذا لا يفهم هؤلاء أنني أتكلم في الموضوع ( أ ) لأنني أريد أن أتكلم في الموضوع ( أ ) و لو كنت أرغب في مناقشة الموضوع ( ب ) لناقشته .. و لكنني لا أريد .. ثم أنني لست مُرغماً على ذكر الموضوع ( ب ) كلما تكلمت عن الموضوع ( أ ) .. فإن كنت تريد عروض الكومبو الجبار من عينة ( 2 في 1 ) أنصحك بالذهاب إلى ماكدونالدز أو بيرجر كينج
أنا أتكلم في الموضوع الذي يعجبني ... في الوقت الذي أراه مناسبا .. إتفاقنا أو إختلافنا .. هو موضوع مختلف تماماً

(نضرب لك مثل...( لحد أما يبان له أصحاب
حين أنتقدت برجيت باردو القرار المصري بإعدام جميع قطعان الخنازير المصرية هاجمها عدد لا بأس به أبداً من الكتاب و المدونين و الأفراد فيما يشبه الحملة تكرر فيها سؤال رَأَى الناس أنه مهم .. و هو
" لماذا لا تنتقد برجيت باردو جرائم إسرائيل في حق الفلسطينيين ؟ "
و هو سؤال سخيف بحق ... فبرجيت معروفة عالمياً كواحدة من المدافعين عن حقوق الحيوان ... لذلك تتكلم عن الخنازير
هكذا كان أختيارها ... هي حرة .. كما أنت أيضاً .. أتفق معها أو إختلف في حدود الموضوع
و هل يعني هذا أننا يجب أن نتكلم عن حقوق الخنازير كلما تكلمنا عن جرائم إسرائيل في حق الفلسطينيين ؟
و لماذا يكون لزاماً على من يتكلم من الموضوع ( أ ) أن يتكلم في الموضوع ( ب ) ؟
----
هم أصحاب رسالة - كما تعرفون - دعاة ،و أنبياء ، و - عند الضرورة- آلهة
أحياناً أشعر أنهم يحملون مواضيعهم معهم في صندوق ، يلقونها في وسط أي موضوع آخر لا يهم إن كان ذو صلة أو لم يكن
أحياناً أشعر أنهم قد أدمنوا مواضيع معينة لأنهم يتعاطونها بجرعات كبيرة و مكثفة .. فيما يشبه غسيل المخ و دراي كلين الجمجمة , لذلك فمسألة الحديث عن رأي مختلف - ناهيك عن فكرة قبوله - هي مسألة مرفوضة تماماً ... الأسهل هو أن يجرجروك ورائهم إلى صومعتهم المحببة و خنادقهم المُحصنة
و هكذا فبدلاً من الحديث عن الموضوع ( أ ) الجديد ... يميلون إلى الأحوط .. فيسألونك هذا السؤال عينه الذي يُعيدك مرة أخرى إلى المربع رقم واحد
" و لماذا لم تتكلم عن الموضوع ( ب ) أيها الخبيث ؟ "
---
Share/Save/Bookmark


على باب الله

Developer

Cras justo odio, dapibus ac facilisis in, egestas eget quam. Curabitur blandit tempus porttitor. Vivamus sagittis lacus vel augue laoreet rutrum faucibus dolor auctor.