( الشاعر عمران بن حطان موجها كلامه للحجاج بن يوسف الثقفي )
---
كتبت : ريهام حياتي \جريدة وطني الأسبوعية
انتهي مؤخرا علي عبد الغني ومحمد عصمت من كتابة سيناريو فيلم تحت النقاب
تدور أحداث الفيلم حول فتاة من أسرة فقيرة تعيش في منطقة شعبية لذلك يجبرها والدها علي ارتداء النقاب لأنها لا تملك مالا يمكنها من شراء ملابس لتذهب بها إلي الجامعة,ويظهر ذلك من خلال الأحداث,حيث إنها لا تمتلك سوي نقاب واحد,باقي ملابسها تغتسلها يوميا لترتديها في اليوم التالي. وتدور أحداث الفيلم ويظهر منها عدم التزام الفتاة بالدين كدافع لنقاب يخنقها كما كانت تصفه دائما لصديقاتها,وكانت دائما تنظر لملابس باقي الفتيات المتحررات,وفي أحد الأيام تذهب لصلاة الجمعة مع والدها في الجامع ومنه تتعرف علي فتيات يدعونها لحضور مجالس دينية معهن,وبالفعل تذهب الفتاة لتصطدم بعالم آخر غير الذي تعيشه,فتقابل فتيات ونساء أثريات ثراء فاحش,ويتكلمن عن أرصدتهن في البنوك وعن رحلاتهن وملابسهن وعطورهن,ولا يتكلمن عن الدين سوي بضع دقائق مما يشعرها بالنقص وتتمني أن تكون مثلهن,وفي الوقت ذاته يمنعها نقابها من الزواج والعمل لأن الناس لا تستطيع التعرف عليها,
تقرر الفتاة أن تنزل الشارع وتتعرف علي الشباب, ومن هنا تدمن المال الذي يأتي لها بسهولة بعد أن باعت نفسها وتاجرت بجسدها من أجل المال الوفير والتخلص من الفقر, كما يعرض الفيلم حوادث السرقة والقتل والنهب والتحرش الجنسي التي تحدث في المجتمع تحت اسم النقاب
بعد انتهاء المؤلفين من كتابة السيناريو تقدما إلي لجنة الرقابة علي المصنفات الفنية وبعد أسبوعين تقريبا تلقي المؤلفان الرد بأن اللجنة رفضت الفيلم لأنه يسيئ إلي النقاب والدين الإسلامي وسياسة الدولة !! ...علما بأن علي عبد الغني تخرج في جامعة الأزهر...أي أن لديه علي الأقل الحد الأدني من المعلومات الدينية تجعله يميز بين ما يشرف الدين الإسلامي وما يسيئ إليه.
الفيلم واقعي جدا ولم يأت بخيالات,وهذا ما يحدث يوميا علي مرأي ومسمع الجميع وتنشره الجرائد يوميا,كم من نفوس قتلت وجرائم تحرش وسرقة تحدث والفاعل مجهول,لأنه منتقب ولا أحد يعلم إن كان رجلا أم امرأة.وإذا كانت الرقابة رفضت الفيلم لأنه يسيئ للنقاب فأين هي الرقابة حينما ارتداه محمود حميدة في فيلم حرب الفراولة ومنة شلبي في فيلم ويجا,والآن ارتدته هيفاء وهبي في فيلم دكان شحاتة.وإذا كانت رفضته لأنه يسيئ للدين الإسلامي فالإسلام أصلا لم يفرض النقاب وارتداؤه أساسا جاء اجتهادا,ولا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو الأحاديث الشريفة يأمر بذلك.أما إذا كانت رفضته لأنه يسيئ لسياسة الدولة فالدولة أصدرت كتابا من عام تقريبا وتحديدا عن وزارة الأوقاف بعنوان النقاب عادة وليس عبادة وحثت فيه علي ضرورة منع النقاب وعدم السماع لآراء بعض الدعاة الذين يظهرون علي بعض القنوات الفضائية ويؤكدون ارتداء النقاب بحجة أنه فرض مستندين في ذلك إلي بعض الأحاديث الضعيفة
وهي الدولة ذاتها التي منعت المنتقبات من التدريس بالمدارس, وفي حالة ارتداء إحدي المدرسات النقاب تسند إليها الأعمال الإدارية, كما منعت الممرضات من ارتدائه. وإذا كان الفيلم سيجرح مشاعر المسلمين, فالكثير منهم أصلا ضد فكرة النقاب, وأنا شخصيا تنتابني حالة من الرعب إذا اقتربت مني إحدي المنتقبات, لأني لا أعلم إن كانت امرأة أم رجلا, وإن كانت ستمر مرور الكرام أم أنها ستخرج أية آلة حادة لتسرق مني علي الأقل حقيبة يدي أو تخرج بفوطة لتكتم بها أنفاسي وتخطفني لتسرق أعضائي!!.فلماذا إذن تعترض الرقابة علي فيلم يسلط الضوء علي قضية باتت من أهم القضايا,أم أن أفلام الاستخفاف والاستعراض واللت والعجن هي أول قائمة الأفلام؟؟؟
--------
Freedom of speech is a two-way street. ... شارع حرية التعبير .. رايح جاي
------
: و لأن الشيء بالشيء يُذكَر
Serge Reggiani -( Ma Liberte)