الشال الصوف
مسرحية واقعية من أربعة فصول
الفصل الأول
خشبة المسرح خالية من الديكور .. و في منتصف أرضيتها هناك خط طويل من الطباشير الأبيض يقسم خشبة المسرح إلي نصفين
يخرج من الجانب الأيمن رجل يرتدي جلابية و شال صوفي .. و يرتدي عمامة علي رأسه
يسير إلي أن يصل إلي منتصف خشبة المسرح .. و يقف علي حدود الخط الأبيض المرسوم علي الأرضية
و ينظر إلي الجهة الأخري من الخط بأسي
يخرج من الجانب الأيسر رجل آخر و يهرع إلي منتصف المسرح .. و يقف علي الجهة الأخري من الخط الأبيض -
يتوقف الرجلان وجهاً لوجه .. و ينظر كلاهما لعين الآخر
ينزع الرجل الأول شال جلبابه .. و يجلس علي ركبتيه و يمسح بطرف الشال جزء من الخط الطباشيري الأبيض
فيعبر منه الرجل الثاني مسرعاً و يدوس بجزمته علي شال الرجل الأبيض
تعتم الإضاءة ببطء ... و ينزل الستار
--------
الفصل الثاني
يكشف الستار علي ذات الديكور .. و قد إمتلأت خشبة المسرح بالممثلين
و نري فجوات كثيرة في الخط الأبيض الذي يقسم المسرح إلي نصفين
يرتدي بعض الممثلين الجلباب و الشال .. و يقدمون للمتدافعين من الجانب الآخر أكواب من الماء و كسرات من الخبز
فيخطفها الآخرين من بين يديهم في عنف ... و لكن نظرة الحب لا تفارق وجوه لابسي الجلاليب
ترتدي مجموعة أخري من الممثلين رباط أحمر علي أذرعتهم .. و يقفون علي الجانب الأيمن من المسرح علي حدود الخط الأبيض الملي بالفتحات .. و يحاولون أن ينظموا مرور المتدافعين من الجهة اليسري
و مجموعة أخري من الممثلين ترتدي الزي الأسود .. تتشاحن مع أؤلئك الرجال الذين يحاولون أن ينظموا مرورهم إلي الجانب الأيمن
و تدفع بعضهم علي الأرض .. فيتألم و لكنه لا يرد علي الإساءة
و يدخلون معهم خلسة قنابل و متفجرات يخفونها بين طيت ثيابهم بعيداً عن عيون أصحاب الأربطة الحمراء
تزداد أعداد الممثلين علي خشبة المسرح .. و يزداد السخط من جانب الرجال علي الجانب الأيسر من الخط .. أؤلئك الذين ينتظرون دورهم في العبور
: ثم يقف فرد من الرجال المتشحين بالسواد و يقول للجميع
" ليس هناك حدود بين العرب .. ليس هناك حدود بين الأخوة "
و يمسك بسيف خشبي .. و يندفع في إتجاه الجانب الأيمن و يندفع وراءه جمع كبير .. و يحاول أصحاب الشارات الحمراء أن يمنعوهم .. فيصارعوهم بالسيوف .. و لكن أصحاب الشارات الحمراء يتراجعون أمام تقدمهم
" و يقول واحد من أصحاب الشارات الحمراء ... " إلتزموا .. بضبط النفس
تخفت الإضاءة تدريجياً .. و ينسدل الستار
-------
الفصل الثالث
يكشف الستار عن ديكور جديد .. يعبر عن بيت بسيط .. لإنسان فقير
الجدران مبنية من الطوب .. و هناك جرن للخبيز في ناحية منه و حصيرة و بطانية متخرقة علي الجانب الآخر من المسرح
يتوسط المسرح طبلية موضوع عليها طبق من الفول تجلس حوله أم و أبنائها يأكلون
ثم .. يدوي صوت إنفجار شديد ويتطاير باب المنزل و يندفع علي أثره مجموعة من الرجال إل داخل المنزل
يزاحم بعضهم الأم علي طبق الفول .. و يدفع الآخرين أبنائها بعنف بعيداً
فيما يتزاحم البعض الآخر علي الحصيرة .. و ينامون هناك
يبكي الأطفال .. فتحتضنهم الأم و تنظر إلي رجل من الرجال بنظرة عتاب
" و تقول له : " لا يصح ما تفعلون
" فيصرخ في وجهها قائلاً : " لا حدود بين الأخوة
" فتقول له بصوت خافت : " لماذا كسرتم الباب ؟؟ إن قرعتم أفلا أفتح لكم ؟
تخفت الإضاءة تدريجياً .. و يسدل الستار
-------
الفصل الرابع
يعم الظلام خشبة المسرح ما عدا بقعة واحدة مضيئة في المنتصف
يتصارع فيها رجلان أحدهما يرتدي الجلباب و الآخر ملتحي يرتدي قميص و بنطال أسود
يتصارعان علي شال الرجل ذو الجلباب .. يحاول الرجل الآخر إنتزاعه منه بالقوة
" ... يقول صاحب الشال : " إلا الشال .. إسألني فأعطيك ما تطلب .. لكن لا تأخذ الشال
" و يصرخ فيه الآخر : " سآخذه منك و لو بالقوة
" فيرد صاحب الشال : " بدون الشال .. لا كرامة لي في وطني و لا سلطة
" يصرخ فيه الآخر بقوة أكبر : " يا غبي .. لا كرامة و لا سيادة بين الأشقاء
" فيصرخ صاحب الشال و يقول : " لا .. بل بدون كرامتي .. لا وجود للأخوة
.... تخفت الإضاءة تدريجياً .. و يسدل الستار و هما يصارعان
----------
تحديث
من مدونة أمير الإنتقام B.B.C. فيديو من ال