(الفصل الأول ( بنوك
(1)
في بريطانيا بنك تعرض لأزمة مالية , أسمه بانك ( نورذرن روك ) , و خسرت أسهمه قرابة ال %50 من قيمتها السوقية بسبب ما أسماه الخبراء " مشاكل في تأمين السيولة و التمويل " و كان ذلك من ثلاثة أسابيع فقط
لا لم يعرض البنك للبيع , بل سارع البنك المركزي البريطاني ( بنك إنجلترا ) إلي ضخ قرابة ثمانية مليارات دولار في سوق المال بهدف زيادة السيولة و الحد من المخاوف التي كانت تنتاب عملاء بنك ( نورذرن روك ) و المتعاملين معه
و بالفعل عاد سهم البنك في البورصة إلي الإرتفاع و تمكن البنك من القيام بحملة دعائية كبيرة أعادت إليه الثقة , بعد أن كانت هناك طوابير علي الفروع لسحب المدخرات .. إختفت هذه الطوابير
تقدمت بنوك تعرض الإستحواذ علي البنك إلا أن بنك إنجلترا قام أولاً بواجباته لدعم البنك ثم ترك له حرية الإختيار في تحديد مسيرته و مصيره .. حقاً هناك فرق بين ما يجري هناك و ما يجري هنا
" للبنوك بنك كبير يحميها هناك .. أما هنا " فمع نفسك يا شاطر
(2)
دبي .... صفقة بورصة دبي المملوكة للحكومة الإماراتية مع شركة ناسداك الأمريكية , تخضع للمراجعة الشديدة الآن و قبل إتمامها لدراسة تأثير هذه الصفقة علي الأمن القومي الأمريكي و تأثيرها علي سيادة القرار الأمريكي
الصفقة تقول أن .. ناسداك ستمتلك % 33 من بورصة دبي العالمية و في المقابل ستمتلك بورصة دبي %20 من البورصة الأمريكية , و لا يكون لبورصة دبي أكثر من %5 من حق التصويت داخل ناسداك
العملاق الإقتصادي الأمريكي يدرس تأثير هذه الصفقة الصغيرة نسبياً علي الأمن القومي الأمريكي , و نحن - بلا فخر - نبيع %41 من بنوكنا و بها %38 من المدخرات القومية و لا أحد يتحدث عن الأمن القومي المصري
-----
( الفصل الثاني ( تبرعات نقابة الأطباء
لاحظت منذ فترة أن الهدف الأسمي لرئيس نقابة الأطباء المصريين ( الحالي أو السابق أو حتي القادم ) هو أن يعمل كل ما بوسعه ( لمساعدة أهالي أفغانستان و باكستان و فلسطين و البوسنة و الهرسك .. ( و أي حد عايز أي حاجة أحنا رقبتنا سدادة
و لقد تم تسخير كافة جهود النقابة لهذا الهدف النبيل .. فكانت هناك ( حملة المليون ) و هي مختلفة عن حملة المليون توقيع .. هي في الحقيقة حملة لجمع مليون دولار لإرسالها لمنكوبي أفغانستان , ثم ( و يبدو أن الموضوع قد أعجبهم ) جائت حملة المليون الثانية و لكنه ليس لأفغانستان هذه المرة , بل لفلسطين , ثم تلتها حملة المليون الثالثة للعراق .. و ربما كانت هناك حملات صغيرة بينهم لم أنتبه لها
حسناً جداً .. هذه شيء جميل , و لكني أتذكر إني قد سألت صديق من الأطباء في مرة : " لماذا لا تكون هناك و لو حملة مليون واحدة "للمصريين ؟ ألا يعرف هؤلاء الأطباء أننا من دول العالم الثالث ؟
: فضحك بشدة حتي أستطعت أن أري لوزتيه , و قال
و هل تظن أن هذه التبرعات تذهب إلي أي مكان .. الفكرة في إعلان أنها لصالح الأفغان مثلاً .. هو أن الموضوع يخرج من بين يدي وزارات الدولة .. و يصبح الموضوع ( إنترناشيونال ) و يتوه الموضوع , و يصبح من الصعب تتبعه , فيكفيك أن تتبرع به لمنظمة وهمية تعمل في مجال ( فاعل خير و الثواب علي الله ) .. و لا تستطيع الدولة أن تكتشف اللعبة
لكن الوضع يختلف كثيراً حين تجمع تبرعات للداخل ... سيكون هناك مفتش مالي هنا .. و آخر هناك , و يظهر لك من يريد أن يضع أنفه في الموضوع
كما أنك حيت تجمع تبرعات للداخل .. ستتابعك العيون لتري أين ذهب هذا المال و لمن .. و لكن حين تتبرع لأفغانستان مثلاً .. لن يذهب أحد إلي هناك ليتتبع أين أنفقت هذه الأموال , و أيضاً لن يعترض الأفغان حين تعدهم بمليون دولار و لكنك تتبرع لهم في النهاية ( بعشرة آلاف ... ( أنت غير مُلزم بالتبرع من الأساس , و ستكون وقاحة منهم لو راجعوك في الحساب
لذلك هم لا يفضلون جمع التبرعات للمصريين و يبحثون دائماً عن أماكن الكوارث و النزاعات .. ليضمنوا أنه لا أحد سيخاطر و يذهب هناك ليتأكد
---