شكرا على تعاستك

by Saturday, March 31, 2012 0 تعليقات

ليست المسألة أنك تكره المدينة .. علب الكبريت الاسمنتية العملاقة المتراصة إلى جوار بعضها البعض تعشعش بداخلها كائنات حية بأجساد كأعواد الخشب و رؤوس حمراء متشابهة حين تكشطها تشتعل 
ليست المسألة أنك تكره المدينة .. عواميد الإنارة التي تنزف ضوءًا أصفر على ظهر سيارة نائمة و كلب ضال يتشمم الهواء 
ليست المسألة أنك تكره المدينة ..  إشارات المرور التي أعطاها الشرطي بيانو صغير بثلاثة مفاتيح فقط، تعزف لحنا حزينًا من ثلاثة ألوان مرة بعد مرة لترقص عليه السيارات
ليست المسألة أنك تكره المدينة .. الغرباء الذين تراهم كل يوم ، مجاميع الكومبارس التي جمعها الله ، الريجيسير الوحيد القادر على حشد كوكب من الكومبارس فقط لتبدو مشاهد الفيلم الذي تقوم ببطولته منفردًا واقعية كفاية 
ليست المسألة أنك تكره المدينة .. صف المكاتب الذي يحيط بك من كل ناحية و خلف كل مكتب موظف يدخن سجائره بنهم و يساهم في نسج تلك الشبكة اللذجة العملاقة من القوانين التي لا هدف من وراءها إلا أن تجعلك أكثر بؤسًا


 
ليست المسألة أنك تكره المدينة .. فالمدينة أيضًا تكرهك.. المسألة أن المدينة كماكينة عملاقة لا تدور تروسها المسننة المتشابكة إلا بوقود تعاستك .. حزنك هو ما يضيء عواميد الإنارة و إشارات المرور و ينبت حدائق الأسمنت ذات النوافذ و البلكونات و يضع الخبز على موائد الموظفين و يصب اللبن على رقائق كورن فليكس صغارهم .



على باب الله

Developer

Cras justo odio, dapibus ac facilisis in, egestas eget quam. Curabitur blandit tempus porttitor. Vivamus sagittis lacus vel augue laoreet rutrum faucibus dolor auctor.