ليست خُطبة واحدة ... قالها إمام مسجد يتيم في لحظة تجلي
ليست كلمة قالها أحدهم و لسانه يسبق عقله
ليست نعجة سوداء مختلفة عن بقية القطيع
بل هي القطيع ذاته ... من أوله إلي آخره
كلمات يكاد يكون من المستحيل أن تتجنبها
إن أفلت منها و أنت محشور في الميكروباص .. ستجدك و أنت في السوبرماركت
إن تحاشيتها في سيارة الأجرة ... ستطاردك عبر شاشات التليفزيون
حتى داخل بيتك ستتسلل إليك عبر مُكبرات الصوت و أبواق الميكروفونات الصاخبة لتتسرب عبر مسام جلدك الممد علي الفراش
---------
" اللهم أرنا فيهم يوماً أسوداً "
يكررها إمام المسجد ثلاث مرات بصوت متهدج فيرد عليه جمع المصلين بخشوع مماثل
" آمين "
" اللهم رمل نسائهم .. و يتم أطفالهم "
" آمين "
" اللهم أضربهم ضربة عزيز مقتدر "
" آمين "
-----------
تنويعات كثيرة .. إلي درجة الملل
أسمعها في الشارع و في التاكسي و في العمل و عند الحلاق
في ملصقات علي الجدران و في كتب دينية مُلقاة علي الرصيف أمام شاب بجلباب أبيض و لحية خفيفة حاول أن يطيلها قبل الأوان
دروس مجانية في الكراهية
شحن مستمر لبطاريات العقول
أطفال تنشأ على الكراهية و التعصب
أجيال تحمل راية التطرف و العنف
حصار مُحكم على القلب و العقل
محاولة تمييع المشاكل ... أي جعلها مشكلة مائعة هلامية لا رأس لها و لا قدم
و لأنها هلامية .. فهي قابلة للتمدد و الظفلطة .. تهرب منك إن حاولت أن تمسكها
لذلك فاليهودي و النصراني و الكافر و الأمريكي هم أعداء شخصيين للمسلم
أي يهودي ... هو عدو لأي مسلم
محاولة تديين المشاكل ... أي صبغها بالصبغة الدينية المناسبة
فمشكلة فلسطين هي عداء أبدي بين اليهودية و الإسلام
الأمر يستلزم فقط أن يكون أحد أطراف المشكلة مسلم حتي تصبح صراع أديان
نحن .. و الكفار
الكره هو السبب الأساسي للتعصب .. و التعصب هو بداية الطريق للإرهاب "
( تعصب ... تطرف ... عنف ... إرهاب " ( عبد الحميد الأنصاري
---
" معندناش لبن نيدو ... ممكن لبن دانو ؟ "
" مش بنشتري المنتجات الدانمركية ... أصلهم أعداء الإسلام "
( قالتها سيدة محجبة لصبي يعمل في سوبر ماركت )
---
" ها ييجي يوم يستخبي فيه اليهودي ورا الحجر .. يقوم الحجر صارخ .. ورايا يهودي .. تعال يا مؤمن و أدبحه "
( قالها القهوجي - بإيمان تام - حين لاحظ أننا نتكلم عن فلسطين )
---
" لا إله إلا الله ... محمد رسول الله "
( مُلصق شهير يتصدر زجاج السيارات الخلفي - يأتي مع صورة سيف كبير )
---