جماعة طالبان الأفغانية تنسف أكبر تمثال لبوذا
إلا أني أعتقد أن الموضوع في مصر أكبر من كده , أعتقد أن حالة الإحباط العميقة اللي المصريين عايشينها هي اللي مخلياهم يفرحوا بالدمار و الخراب ... عارف زي أيه ... زي طفل الشوارع لما بيخرب كابينة تليفون عام .. هو بيخربها لأنه حاسس أن عمره ما ها يمتلك تليفون و عمره ما ها يقدر يتكلم فيها و كمان - و ده السبب الأهم - لأنه حاقد علي المجتمع اللي أفرز واحد زيه .... مالوش بيت .. مالوش مستقبل .. مالوش أمل ... مالوش أي حاجة في عو ما هو شايف أن الناس كلها عندها مستقبل و بيت و أسرة
لكن لما يكون المنطق التخريبي ده منتشر .. تبقي مشكلة كبيرة جداً
المفروض أن الناس تؤمن بالعدل و بأنها تقدر تأخد حقوقها كاملة بالطرق القانونية مش بالبلطجة و التخريب و الدمار
لكن اللي بيحصل هو أننا بنشوف حتى رجال القضاء بياخدوا حقوقهم - أو أكثر من حقوقهم - بالبلطجة في تجاهل تام للقانون و العدل اللي المفروض أنهم هم نفسهم اللي بيحموه و يدافعوا عنه
: زي المستشار مرتضى منصور لما طلع أكثر من مرة في التلفزيون يقول بالنص
" يا أحمد يا نظيف لو ما جبتليش حقي بالقانون أنا ها آخده بالبلطجة "
و كمان رجال الشرطة .. اللي الفساد عندهم للركب .... و رجال الدولة و رجال الأعمال .. اللي أحتكروا كل حاجة من أول الأسمنت و الحديد لغاية البطاطس ... القانون بالنسبة ليهم هو شارع إتجاه واحد ... بيصب في مصلحتهم و جيوبهم فقط
إنعدمت المسائلة .. أو إرتشت هي كمان .. فسكتت عن الكلام المباح .. علشان كده شفنا الكابتن حسن مصطفي رئيس الإتحاد المصري و الدولي لكرة اليد بيقول بكل عنجهية
" مفيش حد يقدر يحاسبني "
و طبعاً شيء بديهي جداً .. أنك أول ما تشوف فساد بالحجم و البجاحة دي .. لازم علطول تعرف أن الإدارة يا إما فاسدة و ده الأقرب للواقع
(يا إما إدارة مش فاسدة في ذاتها لكنها إدارة فاشلة ( و النتيجة واحدة في الحالتين
و نتيجة الفساد أن الممثل الموهوب مش ها يلاقي فرصة للظهور ( و لو بقفاه ) وسط كم أولاد الممثلين الرهيب اللي بيمثلوا ... و لا الطالب المتفوق ها يعرف يبقي معيد لأن أبن الدكتور ها ياخدها منه و لو حتى كان جايب مقبول و أبن سعادة اللواء و أبن سعادة المستشار بيجيلهم الإمتخان لغاية البيت ( هوم ديليفري ) يعني
علشان كده الناس ساخطة و غضبانة و جزء كبير منهم بيرتمي في أحضان الجماعات المتطرفة أو بيدخل في دوامة الإدمان ليس حباً فيها بقدر ما هو يأساً من المجتمع و كرهاً فيه ... أو ممكن تسميها حالة هروب للأسوأ على أمل أن الأسوأ ده يكون فاتحة لمستقبل أفضل ... في كلمة بسمعها كتير الومين دول .. بيقولوا لازم تولع و تتساوى بالأرض علشان نعرف نبنيها من جديد
الناس فقدت إيمانها بالعدل و إعتقدت أن الفوضي و الدمار ممكن يتولد منهم مستقبل أفضل في الحقيقة الدمار مش ممكن يولد إلا الدمار .. و مفيش حاجة أسمها الفوضى الخلاقة .. في بس فوضى
النجاح اللي بييجي بعد دمار ( في كتب التاريخ ) ده مش سببه الدمار ذاته .. ده سببه أن الناس زهقت ... فثارت .. فشافت الدمار و ما عجبهاش .. فقررت أنها تغيره , عمرك شفت واحد زرعها بطيخ و طرحت له برتقال ؟
علشان كده إحنا محتاجين إصلاح .. مش تدمير