الهروب للمجهول

by Thursday, August 28, 2008 16 تعليقات
! الناس كانت فرحانة و هي بتشوف مبنى مجلس الشورة الأثري و هو بيتحرق
... أنا شفت الكلام ده فعلاً على الطبيعة
طيب السؤال دلوقتي .. لو حد نسف الهرم الأكبر .. يا تري الناس ها تفرح برضه ؟
( متهيألي في ناس كتيرة ها تفرح , من باب أنه صنم و مالهوش لزمة في أمة ( لا إله إلا الله



لسة حادثة طالبان لما نسفوا أكبر تمثال لبوذا في العالم وسط إستنكار دولي يقابله لا مبالاة عربية - فيما يشبه المباركة - في بالي , مع أني بكل تأكيد مش بوذي لكن أدهشني رد فعل الشارع المصري وقتها اللي كانت أغلبيته شايفة أن جماعة طالبان معاها حق أنها تنسفه لأنه صنم , لكن قليل قوي اللي فكر فيه كأثر و كشاهد علي التراث الإنساني

جماعة طالبان الأفغانية تنسف أكبر تمثال لبوذا

إلا أني أعتقد أن الموضوع في مصر أكبر من كده , أعتقد أن حالة الإحباط العميقة اللي المصريين عايشينها هي اللي مخلياهم يفرحوا بالدمار و الخراب ... عارف زي أيه ... زي طفل الشوارع لما بيخرب كابينة تليفون عام .. هو بيخربها لأنه حاسس أن عمره ما ها يمتلك تليفون و عمره ما ها يقدر يتكلم فيها و كمان - و ده السبب الأهم - لأنه حاقد علي المجتمع اللي أفرز واحد زيه .... مالوش بيت .. مالوش مستقبل .. مالوش أمل ... مالوش أي حاجة في عو ما هو شايف أن الناس كلها عندها مستقبل و بيت و أسرة

لكن لما يكون المنطق التخريبي ده منتشر .. تبقي مشكلة كبيرة جداً

المفروض أن الناس تؤمن بالعدل و بأنها تقدر تأخد حقوقها كاملة بالطرق القانونية مش بالبلطجة و التخريب و الدمار

لكن اللي بيحصل هو أننا بنشوف حتى رجال القضاء بياخدوا حقوقهم - أو أكثر من حقوقهم - بالبلطجة في تجاهل تام للقانون و العدل اللي المفروض أنهم هم نفسهم اللي بيحموه و يدافعوا عنه

: زي المستشار مرتضى منصور لما طلع أكثر من مرة في التلفزيون يقول بالنص

" يا أحمد يا نظيف لو ما جبتليش حقي بالقانون أنا ها آخده بالبلطجة "

و كمان رجال الشرطة .. اللي الفساد عندهم للركب .... و رجال الدولة و رجال الأعمال .. اللي أحتكروا كل حاجة من أول الأسمنت و الحديد لغاية البطاطس ... القانون بالنسبة ليهم هو شارع إتجاه واحد ... بيصب في مصلحتهم و جيوبهم فقط

إنعدمت المسائلة .. أو إرتشت هي كمان .. فسكتت عن الكلام المباح .. علشان كده شفنا الكابتن حسن مصطفي رئيس الإتحاد المصري و الدولي لكرة اليد بيقول بكل عنجهية


" مفيش حد يقدر يحاسبني "

و لأن الفساد منتشر بشكل فظيع و ضارب في جذور مصر كان لازم الموظف الصغير كمان يرتشي و يختلس و يتحايل علي القانون
أنا شخصياً لما رحت أرخص العربية أدهشني كم الفساد اللي في إدارة المرور .. كله عايز يقبض علشان يمشيك , من أول الظابط للعسكري لمهندس الفخص لمهندس البيئة ... و لما خلصت كل ده و رحت للموظف اللي بس ها يخلص لي الورق لقيته هو كمان عايز رشوة علشان يمشيني .. قلتله عندك حق ... يعني هي جت عليك أنت و وقفت ؟ .. خد يا سيدي أنت كمان

و طبعاً شيء بديهي جداً .. أنك أول ما تشوف فساد بالحجم و البجاحة دي .. لازم علطول تعرف أن الإدارة يا إما فاسدة و ده الأقرب للواقع

(يا إما إدارة مش فاسدة في ذاتها لكنها إدارة فاشلة ( و النتيجة واحدة في الحالتين

و نتيجة الفساد أن الممثل الموهوب مش ها يلاقي فرصة للظهور ( و لو بقفاه ) وسط كم أولاد الممثلين الرهيب اللي بيمثلوا ... و لا الطالب المتفوق ها يعرف يبقي معيد لأن أبن الدكتور ها ياخدها منه و لو حتى كان جايب مقبول و أبن سعادة اللواء و أبن سعادة المستشار بيجيلهم الإمتخان لغاية البيت ( هوم ديليفري ) يعني

علشان كده الناس ساخطة و غضبانة و جزء كبير منهم بيرتمي في أحضان الجماعات المتطرفة أو بيدخل في دوامة الإدمان ليس حباً فيها بقدر ما هو يأساً من المجتمع و كرهاً فيه ... أو ممكن تسميها حالة هروب للأسوأ على أمل أن الأسوأ ده يكون فاتحة لمستقبل أفضل ... في كلمة بسمعها كتير الومين دول .. بيقولوا لازم تولع و تتساوى بالأرض علشان نعرف نبنيها من جديد

الناس فقدت إيمانها بالعدل و إعتقدت أن الفوضي و الدمار ممكن يتولد منهم مستقبل أفضل في الحقيقة الدمار مش ممكن يولد إلا الدمار .. و مفيش حاجة أسمها الفوضى الخلاقة .. في بس فوضى

النجاح اللي بييجي بعد دمار ( في كتب التاريخ ) ده مش سببه الدمار ذاته .. ده سببه أن الناس زهقت ... فثارت .. فشافت الدمار و ما عجبهاش .. فقررت أنها تغيره , عمرك شفت واحد زرعها بطيخ و طرحت له برتقال ؟

علشان كده إحنا محتاجين إصلاح .. مش تدمير


على باب الله

Developer

Cras justo odio, dapibus ac facilisis in, egestas eget quam. Curabitur blandit tempus porttitor. Vivamus sagittis lacus vel augue laoreet rutrum faucibus dolor auctor.