يوتوبيا

by Wednesday, March 19, 2008 18 تعليقات
رواية ( يوتوبيا ) لأحمد خالد توفيق
-----------------------------------------------------




صادفني الكتاب و أنا أشرب الكوكاكولا , و أستمتع بعدم مقاطعتي للمنتجات الأمريكية
لاحظت أن الكاتب هو ( أحمد خالد توفيق ) .. رفيق فترة المراهقة و صاحب سلسلة ما وراء الطبيعة .. التي إكتشفنا بعدها .. أن ما وراء الطبيعة كانت تكمن لنا سلسلة فانتازيا , ثم سافاري .. و أخواتهم
---
. لا حظت أيضاً أنها الرواية الأولي له خارج نطاق المؤسسة
(المؤسسة العربية الحديثة للنشر والتوزيع.)
----
بالنسبة لجيلي كان أحمد خالد توفيق هو - بحق - طوق النجاة في وسط بحر القيء الأدبي الذي حاول زميله الدكتور ( نبيل فاروق ) أن يغرقنا فيه

كنت أعتقد دوماً أن توفيق يكتب أشياء تافهة و قصص غبية , و لكني لم أمانع أبداً لأنه كان يكتبها بشكل جيد

كنت و لا زلت أعتقد أن فنه يتشابه مع السيارات الصيني ... جميلة المنظر , حديثة التصميم ... لكن لا تفتح الكبوت ... و لا تنظر إلي الموتور ... و لا تضعها في إختبار حقيقي .. لأنها - و لا شك - ستخذلك


علي خلاف الكثيرين من أدباء الوزن الثقيل الأشبه بالعربة القديمة .. منظرها لا يسر العين , و لكنها صلبة كالصخرة و بداخلها موتور أنجليزي مدة صلاحيته تنتهي في يوم قيام الساعة

و لكن هذا جيد .. فهو نوع من ( البوب آرت ) أو ما نسميه نحن الروايات الشبابية .. و هو ظاهرة صحية و مطلوبة





قد يبدوا مما قيل أني أكره الرجل .. علي العكس تماماً , أنا أحبه جداً

حسناً .. أشتريت روايته ( يوتوبيا ) .. عن دار ميريت للنشر

قرأت تنويعة جديدة علي نفس نغمة نهاية العالم , فالأحداث تدور في المستقبل القريب

يتنبأ - كالعادة - بأن الأغنياء سيصيرون أكثر غني , و الفقراء أكثر فقراً

(يفقد البترول قوته مع إكتشاف شيء جديد ( نسيت أسمه للأسف

تنقلب موازين القوي في العالم .. و إلي آخره من السيناريوهات الكارثية

تنهار الحكومة , الأغنياء يعتذلون في مدينة خاصة بهم في الساحل الشمالي يسميها ( يوتوبيا ) و تحاط - كالعادة - بأسوار و طوق أمني لحمايتها من الرعاع الذي يسميهم الأغنياء بأسم : ( المغايرون ) .. الجديد هنا .. أن الأغنياء يستعينون بقوات المارينز الأمريكية لحمايتهم من طوفان الفقراء المحيط بهم

يخرج شاب يعيش حياة ماجنة من مجمتع الأغنياء ( يوتوبيا ) ليمارس هواية جديدة خارج نطاق المدينة .. و هي - كالعادة أيضاًَ - أصطياد البشر .. من ( المغايرون ) أو الفقراء بالطبع

و تستمر المغامرة .. و تسير الأمور للأسوأ - كما تفعل دوماً - و يستمر الحكي من وجهة نظر الصياد تارة , و من وجهة نظر الفريسة تارة أخري .. لذلك فأسماء فصول الرواية الخمس تتنوع هكذا : الصياد , الفريسة , الصياد , الفريسة . الصياد

worst case Scenario كما هو واضح .. هذا السيناريو لا يبدوا جديداً أبداً ... أنه فقط

أو السيناريو الأسوأ علي الإطلاق .. حيث يتحول كل شيء - بكيفية ما - إلي كارثة

أيقاع الرواية سريع ... يليق بفيلم رعب و يتركك تلهث وراء الأحداث

لا تملك إلا أن تتسائل ... هل يمكن فعلاً أن تسوء الأمور إلي هذا الحد ؟

أعتقد .. أن عم توفيق .. كان يحاول أن يطلق جرس الإنذار .. و يُدعم إعتقادي أنه كان يستعين بمقاطع من الصحف لأخبار حقيقية بين فقرات الرواية

حسناً كنت أتمني أن يستخدم جرساً جديداً ... هذا كل ما هناك

أسلوب عم توفيق رائع فعلاً ... لذلك أثقلت قلبي روايته بأطنان من الكآبة
الخُلاصة : ( يوتوبيا ) هي رواية جديدة /قديمة ... طرح جديد لفكرة قديمة .. و لكنها بالتأكيد رواية تستحق القراءة
-------------------


على باب الله

Developer

Cras justo odio, dapibus ac facilisis in, egestas eget quam. Curabitur blandit tempus porttitor. Vivamus sagittis lacus vel augue laoreet rutrum faucibus dolor auctor.