إحتفاء بالودّانة وتأبين للرجال-إكس

by على باب الله Wednesday, December 18, 2013 0 تعليقات إخباريات الرجال-اكس القاهرة المحال التجارية الودّانة بضاعة الرصيف صحافة مواطن

هذه "البتاعة" تظهر على إستحياء في مختلف ضواحي القاهرة . ظهورها الأول / ملاحظتي الأولى لوجودها كانت في الشتاء الماضي . في البداية كنت أظنها سماعات موسيقية تُرتدى حول الأذن Headphones ثم أدركت أنها مجرد غطاء لتدفئة الأذنين .

هذا الشتاء بدا لي انها تكسب ارضًا جديدة كل يوم ، وتحديدًا بعد الموجة الباردة الأخيرة . 
الموضوع لم يتبلور بعد في شكل ظاهرة مثل ظاهرة "الرجال اكس" ولكن خوفًا عليها من مصير "الرجال اكس" الذي إختفى بسرعة كما ظهر بسرعة ولم يبح لأحد من أين أتى ولأين يموت قررت ان أشتغل "صحافة مواطن" في الموضوع.

*سوف نتكلم عن "الرجال اكس" لاحقًا في هذه التدوينة . 

هكذا تحدث "بلال" بائع متجول في مدينة الخصوص :
" دي أسمها وَدَّانة . علشان بتتلبس فوق الودان  .
في الاصل هي معمولة لسواقين المَكَن علشان الهوا الساقع ميضربش في ودانهم وهما سايقين .كمان هي بيبقى شكلها حلو بالذات لو لابس طاقية صوف وجوانتي يعني تقدر تقول بيبقى طقم على بعضه"

بائع متجول يرتدي الودّانة حول أذنيه

* في مجتمع أصحاب الموتوسيكلات الشباب ، الباعة الجائلين ، وبعض العمالة الليلية بدأت "الودّانة" تفرض نفسها كنوع من الإكسسوار في الزي الشعبي الشتوي "الودّانة" ظهرت أولًا على الرصيف ولاتزال غير متواجدة بالمحلات . ربما لأن "زبائنها المُحتملين" -إلى الآن- هم ابناء المناطق الشعبية / أو هي مرحلة تبدأ فيها بضاعة الرصيف بلعب دور طليعي في السوق المصري عن طريق طرح منتجات جديدة . وهو الدور الذي تبدو بضاعة الرصيف في ظروف ملائمة تمامًا لتحقيقه بعد ثلاثة سنوات أنهكت الإقتصاد المصري ودفعت فئات كبيرة من ابناء الطبقات المتوسطة إلى الإعتماد على بضاعة الرصيف كمصدر رئيسي للتبضع فزادت البضاعة والباعة الجائلين كرد فعل طبيعي لإزدياد الطلب وتفاقمت مشكلة الباعة الجائلين ( وهي في الأصل محاولة لحل مشكلة أكبر ) وتبارى الخبراء في طرح حلول "تقنين الباعة الجائلين" وهو إقتراح طيب و ابن حلال لكنه عبيط . فبضاعة الرصيف تموت إذا قننتها . إنظر إلى إقتراحات التقنين من نفس الزاوية التي تنظر بها لقانون " تقنين التظاهر " مثلا وستفهم ماذا اعني . أعتقد لأن قانون التظاهر وإقتراحات تقنين الباعة الجائلين كلاهما ينظر للموضوع كمشكلة في ذاته في حين ان التظاهر/بضاعة الرصيف مجرد أعراض لأمراض أعمق . 
المهم .. الودّانة موجودة على الرصيف في كل ضواحي القاهرة . اسعارها بتتراوح من 10 جنيه في مصر الجديدة ووسط البلد إلى 3 جنيه ونص في مدينة السلام .
إلى هنا و "صحافة المواطن " خلصت وسلامو عليكو عليكو السلام . نتكلم عن "الرجال إكس" بقى . 

"الرجال إكس .. x-men "
ظهر البوستر ده من قبل ثورة 25 يناير . بس ممكن تقول ان الاتنين أخدوا السوكسيه بتاعهم مع بعض . 
انتشر بسرعة كبيرة على عدد كبير جدا من ميكروباصات وعربيات تاكسي القاهرة بشكل مُلفت للنظر وغير مفهوم. البوستر ليه تنويعات كتير بس اظن ان النسخة الأكثر أصالة والأوسع إنتشارًا هي اللي في الصورة (على اليمين) . 
بوستر سلويت  الشاب اللي حاطط ايديه في جيوب بنطلونه وواقف رافع كتف ومنزل التاني ومكتوب على التي شيرت ( x-men)  / "وفي تنويعة أخرى أقل إنتشارًا مكتوب : (i-man)" 
بصفة شخصية شايف انو الرجال اكس كان هو النسخة المصرية من "الأنونيموس" أو قناع "فانديتا" . الانونيموسية واضحة في البوستر ، تصوير الوجه كخيال ؛ بدون ملامح محددة . الخربشة / الصياعة واضحة في وقفة عادل إمام " الممثل صاحب التأثير الأوضح في الوعي الجمعي للمصريين وفي منظورهم للخربشة ( وتحديدا الخلبصة مع الحريم ) " 
الرجال-إكس اذن هم الرجال المخربشين الانونيموس . الجماعة التي تزامن ظهورها مع بدايات ثورة شعبية كبيرة ثم تبخرت فجأة دون ان تترك أثرًا .