ضع قدمك الحجريةَ على قلبي يا سيدي
---
19/3/2010
في تمام الساعة التاسعة صباحاً فوجيء القس " محروس كرم عزيز " راعي الكنيسة الإنجيلية بالأقصر بطرق عنيف على باب منزله ليجد أمامه قوة أمنية كافية لفتح عكا .. بقيادة الفيلد مارشال " سيد الوكيل " نائب المحافظ و قيادات أمنية أخرى من ضمنها مدير مباحث المديرية .. و معهم 500 جندي و 6 لوادر أمنية .. و ليجد أن الطريق الرئيسي قد تم إيقافه
لقد أصدر محافظ الأقصر " سمير فرج " أمراً بإزالة المبنى السكني الملحق بالكنيسة الإنجيلية بالأقصر و كذلك المدرسة التي بجواره ، كان السادة المسئولين قد أعلموه من قبل بقرار الهدم لأن الأبنية تقع ضمن نطاق مشروع تطوير طريق الكباش الجديد و حين طالبهم القس بتوفير قطعة أرض بديلة يسكن بها قال المسئولين أنهم سيدرسون الأمر
--- ها هي عربةُ الطاغية تدفعها الرياح | |
وها نحن نتقدم | |
كالسيف الذي يخترقُ الجمجمه . --- |
إعترض القس .. فقامت قواتنا الأمنية - حماها الله - بسحله على الأرض و إنهال عليه أفراد الأمن بالضرب ثم جرجروه على الإسفلت بعيداً عن منزله بعد أن قامت قواتنا الأمنية - سدد الله خطاها - بفرض كردون أمني حول المكان
---
أين كنت يوم الحادثة ؟
كنت ألاحق أمرأة في الطريق يا سيدي
---
حاولت زوجته " صباح نادي " أن تستغيث بالجيران من شرفة المنزل ، فصعد إليها مجموعة من جنود الأمن ليسحبوها إلى الشارع بعدما إنتزعوا طفلها الرضيع من بين أيديها و جعلوا يضربونها بالأيدي و الأقدام و يجذبونها من مناطق حساسة حتى تمزقت ملابسها بالرغم من أنها كانت تصرخ لهم أنها ستهبط معهم دون مقاومة
خرجت " صباح " إلى الشارع نصف عارية لتنضم إلى زوجها الملقى على الرصيف و الجنود يركلونه و رضيعها الذي هددتهم قوات الأمن بوضعه أسفل لوادر الإزالة إذا صدرت منهم أي مضايقات
--- لقد فقدنا حاسة الشرف | |
أمام الأقدام العاريةِ والثياب الممزقه | |
أمام السياط التي ترضعُ من لحم طفلةٍ بعمر الورد | |
تجلد عاريةً أمام سيدي القاضي | |
وعدة رجال ترشحُ من عيونهم نتانةُ الشبق | |
والهياجُ الجنسي --- |
من يظن أن الحادث هو حادث عادي ... يوم آخر بالنسبة لهراوات الأمن و لوادر الإزالة فهو مخطيء جداً
فأكثر من مسجد و مبنى تابع لمسجد شاء حظه أن يوجد في طريق مشروع تجديد طريق الكباش الجديد .. و لا واحد منها تم التعامل معه بهذا الشكل الجبان .. بل لقد قامت المحافظة ببناء أكثر من مسجد بديل ... لذلك فالأمر ليس مجرد غباء أمني مُعتاد يعاني منه الجميع
---
ضعْ قدمك الحجريةَ على قلبي يا سيدي
الريحُ تصفر على جليد المعسكرات
دعْ الهواء الغريب
يكنس أقواسَ النصر ، وشالات الشيوخ والراقصات
إنهم موتى
---
ألقت قوات الأمن بأثاث البيت و الأجهزة الكهربائية في قارعة الطريق و قامت بإخلاء المدرسة وسط فزع الأطفال و خوف الأهالي الذين قدموا ليخرجوا أطفالهم من المدرسة و لكن الأمن منعهم
و أكملت قوات ( الأمن ) مهمتها بسرعة و تلذذ
---
دعني لا أعرف شيئاً
اطلقْ سراحي يا سيدي أبي مات من يومين
ذاكرتي ضعيفه ، وأعصابي كالمسامير
---
هوامش : الخبر بشكل أكثر منطقية تجده هنا
و المقاطع الشعرية بين السطور من قصيدة " القتل " للشاعر محمد الماغوط
----------------------------------------