طائفية ذات طابع أمني

by Monday, March 22, 2010 13 تعليقات
ضع قدمك الحجريةَ على قلبي يا سيدي 
---
19/3/2010
في تمام الساعة التاسعة صباحاً فوجيء القس " محروس كرم عزيز " راعي الكنيسة الإنجيلية بالأقصر بطرق عنيف على باب منزله ليجد أمامه قوة أمنية كافية لفتح عكا .. بقيادة الفيلد مارشال " سيد الوكيل " نائب المحافظ و قيادات أمنية أخرى من ضمنها مدير مباحث المديرية .. و معهم 500 جندي و 6 لوادر أمنية .. و ليجد أن الطريق الرئيسي قد تم إيقافه
لقد أصدر محافظ الأقصر " سمير فرج " أمراً بإزالة المبنى السكني الملحق بالكنيسة الإنجيلية بالأقصر و كذلك  المدرسة التي بجواره ، كان السادة المسئولين قد أعلموه من قبل بقرار الهدم لأن الأبنية تقع ضمن نطاق مشروع تطوير طريق الكباش الجديد و حين طالبهم القس بتوفير قطعة أرض بديلة يسكن بها قال المسئولين أنهم سيدرسون الأمر 
---
ها هي عربةُ الطاغية تدفعها الرياح
وها نحن نتقدم
كالسيف الذي يخترقُ الجمجمه .
---
إعترض القس .. فقامت قواتنا الأمنية - حماها الله - بسحله على الأرض و إنهال عليه أفراد الأمن بالضرب ثم جرجروه على الإسفلت بعيداً عن منزله بعد أن قامت قواتنا الأمنية - سدد الله خطاها - بفرض كردون أمني حول المكان
---
أين كنت يوم الحادثة ؟
كنت ألاحق أمرأة في الطريق يا سيدي
---
حاولت زوجته " صباح نادي " أن تستغيث بالجيران من شرفة المنزل ، فصعد إليها مجموعة من جنود الأمن ليسحبوها إلى الشارع بعدما إنتزعوا طفلها الرضيع من بين أيديها و جعلوا يضربونها بالأيدي و الأقدام و يجذبونها من مناطق حساسة حتى تمزقت ملابسها بالرغم من أنها كانت تصرخ لهم أنها ستهبط معهم دون مقاومة
خرجت " صباح " إلى الشارع نصف عارية لتنضم إلى زوجها الملقى على الرصيف و الجنود يركلونه و رضيعها الذي هددتهم قوات الأمن بوضعه أسفل لوادر الإزالة إذا صدرت منهم أي مضايقات 
---
لقد فقدنا حاسة الشرف
أمام الأقدام العاريةِ والثياب الممزقه
أمام السياط التي ترضعُ من لحم طفلةٍ بعمر الورد
تجلد عاريةً أمام سيدي القاضي
وعدة رجال ترشحُ من عيونهم نتانةُ الشبق
والهياجُ الجنسي
---
من يظن أن الحادث هو حادث عادي ... يوم آخر بالنسبة لهراوات الأمن و لوادر الإزالة فهو مخطيء جداً
فأكثر من مسجد و مبنى تابع لمسجد شاء حظه أن يوجد في طريق مشروع تجديد طريق الكباش الجديد .. و لا واحد منها تم التعامل معه بهذا الشكل الجبان .. بل لقد قامت المحافظة ببناء أكثر من مسجد بديل ... لذلك فالأمر ليس مجرد غباء أمني مُعتاد يعاني منه الجميع
---
ضعْ قدمك الحجريةَ على قلبي يا سيدي
الريحُ تصفر على جليد المعسكرات
دعْ الهواء الغريب
يكنس أقواسَ النصر ، وشالات الشيوخ والراقصات
إنهم موتى
---
ألقت قوات الأمن بأثاث البيت و الأجهزة الكهربائية في قارعة الطريق و قامت بإخلاء المدرسة وسط فزع الأطفال و خوف الأهالي الذين قدموا ليخرجوا أطفالهم من المدرسة و لكن الأمن منعهم
و أكملت قوات ( الأمن ) مهمتها بسرعة و تلذذ
---
دعني لا أعرف شيئاً
اطلقْ سراحي يا سيدي أبي مات من يومين
ذاكرتي ضعيفه ، وأعصابي كالمسامير
---
هوامش : الخبر بشكل أكثر منطقية تجده هنا
و المقاطع الشعرية بين السطور من قصيدة " القتل " للشاعر محمد الماغوط
----------------------------------------

على باب الله

Developer

Cras justo odio, dapibus ac facilisis in, egestas eget quam. Curabitur blandit tempus porttitor. Vivamus sagittis lacus vel augue laoreet rutrum faucibus dolor auctor.