أتفهم تماماً الحالة الجميلة التي تدخل بها إلى الموسيقى الصوفية .. ربما كانت أقرب للخشوع ، مع كوكتيل لذيذ من الإحترام و الفضول .. إحترام لروحانية الصوفية و صفاءها و فضول لإكتشاف عالم كان مُغلقاً على الأغلبية الكاسحة من المصريين كنتيجة لتجاهل إعلامي تام و قولبة غبية للطرق الصوفية في شكل رجال يطوحون رقابهم يمينا و يساراً ، مع كثير من " الله .. حي " صدقني أفهمك تماماً
أعرف أيضاً أنها ( أحدث موضة ) .. أو بتعبير مجلة حواء ( أحدث صيحة ) في عالم المثقفين و المثقفات .. و تحديداً المحاظيظ ( جمع محظوظ ) من الشرائح العُليا و الوسطى من الطبقة البرجوازية المصرية و طبعاً المطبلاتيه بتوعهم - أو بغبغاناتهم - من الشرائح الأدنى للبرجوازية و الأعلى من الطبقة المتوسطة
أتفهم تماماً أن كوفية المثقفين التليدة و كاسكيت جيفارا تراجعت شعبيتهم مؤخراً أمام صوفية المثقفين .. فكمية الأصدقاء الذين يحاولون إقناعي بالموسيقى الصوفية و الشعر الصوفي و الإنشاد الصوفي و كل ما له علاقة بصوفيا البلد و صوفيا المحطة و صوفيا الكورنيش تتزايد أعدادهم يوماً بعد يوم
في الحقيقة حضرت أكثر من حفلة إنشاد ديني في الغورية و الساقية و بعض الأماكن الأخرى .. و إستمعت لبعض الموسيقى الصوفية على الشبكة العنكبوتية ، شيء جميل فعلاً لكنه لم يلمسني بشكل شخصي .. ما لمّسش معايا يعني .. أكيد لَمّس مع بعضهم و إن كُنت أظن أن الأغلبية بتهيص مع الهيصة
إكتشفت حينها أني خُنفسي النزعة .. من أبناء قبيلة بني خُنفِس أحب موسيقى الهيبيز .. منتصف الستينات و سبعينيات القرن الماضي
إتبعني إذاً ، من يعرف قد تكون آخر صيحة ثقافية بعنوان : الخنافس قادمون
Caravan - Aristocracy ( album : in the land of Grey and Pink )
--------------
