هستريا
----------
الحالة الصحية التقليدية للمرأة الأرستقراطية من العصر الفيكتوري كانت عجيبة بحق فأعراض كالغثيان , الضعف , فقدان الشهية , الأرق , إضطراب و قصر النَفَس .. كانت كلها أعراض مُشتركة و مُكررة بين نساء هذا العصر
-----
يُرجِع البعض هذه الأعراض إلى ( المِشَدُّ ) الذي كانت النساء ترتديه حول منطقة الخَصْر و أسفل الصدر فتربطه بإحكام بالغ في محاولة لإكتساب جسد أكثر جمالاً .. بإختصار : خُصُورٌ نحيلة و نُهُودٌ بَارِزَةً مُكتَنزة
----
و لكنها - بالنسبة للطبقة الأرستقراطية - كانت صفات محببة , علامات تُضيف جمالاً و رقة للمرأة , نوع من الألم اللذيذ , قد يظهر البعض تعاطفاً كاذباً تجاهها من حين لآخر .. دونما إهتمام حقيقي بالموضوع أو رغبة في إيجاد حلول حقيقية لعلاج المشكلة
----
مجموعة الأعراض سابقة الذكر إجتمع أهل العصر الفيكتوري على تسميتها بـ هستريا النساء .. و هو تشخيص طبي - غير معترف به في علوم الطب الحديث - حيث قرر الأطباء أن طريقة العلاج المناسبة له هو تدليك مقدمة مَهْبِلٌ المرأة المريضة .. أي تدليك فَرْجِها إلى أن تصل لذروة النشوة الجنسية ( رعشة الجماع ) أو الأورجازم
----
-
على سخافة هذه الطريقة العلاجية .. إلا أنها كانت منتشرة في ذلك الوقت حتى أنه في سنة 1859 كان أحد الأطباء يَدَّعِي أن رُبْع النساء يعانين من أعراض هذا المرض و - بكل تأكيد - يحتجن لتلقي نفس العلاج , و من هنا ظهرت الحاجة لتطوير هذا النوع من العلاج عن طريق إختراع أساليب و آلات جديدة مثل إستخدام الكهرباء في الـ ( هزاز الكهربائي ) و المياه كما في أجهزة الهيدرو ثيرابي , و غيرها من الطُرُق التي تساعد المرأة للوصول لحالة النشوة الجنسية ... لهدف نبيل جداً .. و هو محاربة الهستريا النسائية
----
هستريا
---------
أتصور - بصفة شخصية - أن هستريا النساء كانت المرض المفضل للأطباء في ذلك الوقت .. و للنساء أيضاً , و أن طريقة العلاج - على سخافتها و عدم نفعها - كانت مقبولة و ربما حتى مرغوبة
و نحن إلى الآن و بالرغم من أننا قد خرجنا من غياهب القرون الوسطى و أصبحنا نعرف ما هو أفضل إلا أننا ما زلنا نميل أحياناً لمثل هذه الطريقة في حل مشاكلنا .. الطريقة التي نحبها .. و نستمتع بها أحياناً .. و لكنها للأسف .. طريقة عديمة المفعول , تضيف إلى مشاكلنا و آلامنا و لا تحلها
----
قرارات مثل إعدام قطعان الخنازير المصرية السليمة خوفاً من إنفلونزا الخنازير هي مثال حي لحلولنا المحببة الجميلة .. عديمة المفعول و الجدوى
الإدعاء المتكرر الذي نلوكه كلما ظهرت مشكلة طائفية في مصر مؤكدين أن لا وجود للمشاكل الطائفية أو التمييز الطائفي بين المصريين عوضاً عن البحث الجاد في المشكلة و محاولة حلها
التأكيد على أن تقدم الأمة لن يتحقق إلا عن طريق الإقتراب من الله .. و هو الحل الأسهل بطبيعة الحال و الأكثر ميوعة .. فأشياء مثل العمل و القضاء على الفساد و البحث العلمي .. كلها محاولات صعبة المنال .. تحتاج لعمل و إلتزام و إجتهاد مُضاعف كما أنها لا تصل بنا للأورجازم الذي قد نصل إليه بسهولة إن امْتَطَينا بساط الدين السحري
هي أمثلة صغيرة لعقول و حكومة تمارس الحل اللذيذ السهل .. في محاولة لحل المشكلة عن طريق الوصول لقمة النشوة الجنسية
-------
هَوَامِشُ
المِشَدُّ : نطاق تَشدُّه المرأة على وسطها لتَظهر دقيقةَ الخصر؛ المِشَدُّ أَحَدُ ضروراتِ الأناقة للمرأة