مات الملك ( سقنن رع ) و أصبح أول ملك يموت شهيداً في سبيل دفاعه عن مصر ضد الغزاة
جعل كاموسي يطوف في أنحاء مملكته و يجمع الجيوش لمواجهة الهكسوس عاقداً العزم علي الإنتقام لمقتل أبيه و تحرير مصر من الغزاة
و بالفعل إستطاع أن ينتصر في حروبه مع الهكسوس إلي أن تمكن من تحرير مصر الوسطي
و لكنه لم يلبث أن أستشهد في إحدي حروبه قبل أن يحقق حلمه و يحرر كل الأراضي المصرية من الهكسوس
و ذاقت الملكة ( عا حوتيب ) من نفس الكأس المرير مرة ثانية
و ظن الهكسوس أن مصر قد أصبحت لقمة سائغة في أفواههم .. فالإبن الثاني للملك ( سقنن رع ) و هو أحمس
لم يكن سوي طفل صغير ذو عشرة أعوام .. لا يستطيع أن يقود الجيوش
.... و كم كانوا مخطئين
فالملكة ( عا حوتيب ) كانت فعلاً تحمل سيفاً نارياً
العجيب أن هذه الملكة قد إستطاعت لسنوات أن تحافظ علي التقدم الذي حققه زوجها و إبنها
قادت الجيش و الدولة ببسالة لا مثيل لها منتظرة أن يشتد عود إبنها الصغير ( أحمس ) ليستطيع يوماً ما أن يحمل لواء الجهاد ضد الغزاة و يكمل ما قد بدأه أبوه و أخيه الأكبر من قبل
تصدت الملكة لسنوات طوال لهجمات الهكسوس و عملت علي توسيع مملكتها و جمع الجيوش و تدريبها علي القتال
الملكة عا حوتيب
ثم حين تولي أحمس الحكم .. سادت لفترة حالة من الهدنة و وقف القتال .. ثم في السنة الخامسة و العشرون
بدأ أحمس حربه الشرسة علي الهكسوس و تكمن من الإستيلاء علي ممفيس و أفاريس ( عاصمة الهكسوس ) ثم
أستعاد هليوبوليس من قبضتهم و حاصرهم لستة سنوات إلي أن أجبرهم علي الإنسحاب
ثم أرتكب غلطة كبيرة
بعد أن أجبر الهكسوس علي الإنسحاب عاد إلي النوبة ليتابع توسيع مملكته من جهة الجنوب
و وصل بالفعل إلي الجندول الثاني جنوباً
و لكن الهكسوس أنتهزوا الفرصة و هجموا علي العاصمة الخالية من الملك
و أَساؤُوا تقدير قوة الملكة ( عا حوتيب ) للمرة الثانية
ظناً منهم أنها لن تقوي علي صدهم بمفردها دون وجود الملك أحمس ليقود الجيش
... و كم كانوا مخطئين ... مَرَّةٌ أُخْرَى
فلقد قادت الملكة الجيش بنفسها هذه المرة .. و أستطاعت أن تصد هجومهم و تكسرهم
إلي أن أنتبه أحمس إلي خطأه الكبير فعاد سريعاً من النوبة و هزم الهكسوس للمرة الأخيرة
و طاردهم هذه المرة إلي فلسطين
ثم عاد الملك إلي أمه و سلمها قلادة الشجاعة .. إعترافاً منه بدورها شديد الأهمية في الحفاظ علي مملكته
( و أسم هذه القلادة هو : ( الفراشات الذهبية
الفراشات الذهبية
---------