الملكة ( عا - حوتيب ) و سيفها الناري

by Friday, December 07, 2007 17 تعليقات
حدوتة مصرية

ملحوظة هامة : أنا أكتب هذا البوست مستعيناً بالذاكرة وحدها , لذلك أعتذر مسبقاً عن أي خطأ يرد مني بدون قصد


----
مصر القديمة
في الفترة ما بين عامي 1680 .. إلي 1580 قبل الميلاد
كانت مصرر تتعرض لأول غزو أجنبي لها .. و هو غزو الهكسوس القادمين من غرب آسيا عن طريق سيناء
تتابع علي الحكم ملوك ضعفاء .. لم يستطيعوا أن يصدوا الهكسوس و عجلاتهم الحربية
و أستطاع الهكسوس أن يبسطوا نفوذهم علي شمال مصر و الدلتا و توغلوا إلي الجنوب
و لكن في الجنوب .. كانت المقاومة المصرية علي أشدها
أستبسل المصريين في صد هجوم الهكسوس و ظهرت قصص خالدة لأبطال مصريين قتلوا في سبيل بلادهم
و تمسكوا بطيبة بشراسة بالرغم من محاولات الهكسوس الكثيرة و المتكررة لكسرهم هناك
حصل الهكسوس علي شمال مصر و ووسطها
لكن الجنوب ظل مصرياً .. يصد بين الحين و الآخر غارات الهكسوس الطامحين في التوغل للجنوب
و المتمركزين في مدينة أفاريس

------

( ثم تولي حكم طيبة الملك ( سقنن رع ) و معني أسمه : ( الضارب بذراع رع
كان يحاول أن ينهض بطيبة و يجمع جيشاً كبيراً ليحارب به الهكسوس و يحرر مصر
و كان يحاول أن يستغل حالة وقف القتال بالشكل الأمثل .. حين تلقي رسالة من ( أبوفيس ) ملك الهكسوس
يقول له فيها
" أصوات أفراس النهر القابعة في نهر طيبة تضايقني و تمنع عني النوم , إفعل شيء لتسكتها "
كانت في الحقيقة رسالة إستهزاء بالملك المصري , و دعوة صريحة للقتال
أسرع الملك ( سقنن رع ) بجمع جيوشه و أعدها للقتال و ذهب لمحاربة الهكسوس
( و لكنه قتل في المعركة و عاد جثمانه محمولاً إلي زوجته الملكة ( عا حوتيب
و قد كللت جمجمته جراح بليغة

صورة لمومياء الملك ( سقنن رع ) و يبدو أثر البلطة واضحاً في جبهته


مات الملك ( سقنن رع ) و أصبح أول ملك يموت شهيداً في سبيل دفاعه عن مصر ضد الغزاة
و لم تجد الملكة ( عا حوتيب ) الكثير من الوقت لتحزن علي زوجها
فسرعان ما حمل أبنه ( كاموسي ) لواء الحكم و النضال ضد الهكسوس

جعل كاموسي يطوف في أنحاء مملكته و يجمع الجيوش لمواجهة الهكسوس عاقداً العزم علي الإنتقام لمقتل أبيه و تحرير مصر من الغزاة

و بالفعل إستطاع أن ينتصر في حروبه مع الهكسوس إلي أن تمكن من تحرير مصر الوسطي

و لكنه لم يلبث أن أستشهد في إحدي حروبه قبل أن يحقق حلمه و يحرر كل الأراضي المصرية من الهكسوس

و ذاقت الملكة ( عا حوتيب ) من نفس الكأس المرير مرة ثانية

و ظن الهكسوس أن مصر قد أصبحت لقمة سائغة في أفواههم .. فالإبن الثاني للملك ( سقنن رع ) و هو أحمس

لم يكن سوي طفل صغير ذو عشرة أعوام .. لا يستطيع أن يقود الجيوش

.... و كم كانوا مخطئين

فالملكة ( عا حوتيب ) كانت فعلاً تحمل سيفاً نارياً

العجيب أن هذه الملكة قد إستطاعت لسنوات أن تحافظ علي التقدم الذي حققه زوجها و إبنها

قادت الجيش و الدولة ببسالة لا مثيل لها منتظرة أن يشتد عود إبنها الصغير ( أحمس ) ليستطيع يوماً ما أن يحمل لواء الجهاد ضد الغزاة و يكمل ما قد بدأه أبوه و أخيه الأكبر من قبل

تصدت الملكة لسنوات طوال لهجمات الهكسوس و عملت علي توسيع مملكتها و جمع الجيوش و تدريبها علي القتال



الملكة عا حوتيب

ثم حين تولي أحمس الحكم .. سادت لفترة حالة من الهدنة و وقف القتال .. ثم في السنة الخامسة و العشرون

بدأ أحمس حربه الشرسة علي الهكسوس و تكمن من الإستيلاء علي ممفيس و أفاريس ( عاصمة الهكسوس ) ثم

أستعاد هليوبوليس من قبضتهم و حاصرهم لستة سنوات إلي أن أجبرهم علي الإنسحاب

ثم أرتكب غلطة كبيرة

بعد أن أجبر الهكسوس علي الإنسحاب عاد إلي النوبة ليتابع توسيع مملكته من جهة الجنوب

و وصل بالفعل إلي الجندول الثاني جنوباً

و لكن الهكسوس أنتهزوا الفرصة و هجموا علي العاصمة الخالية من الملك

و أَساؤُوا تقدير قوة الملكة ( عا حوتيب ) للمرة الثانية

ظناً منهم أنها لن تقوي علي صدهم بمفردها دون وجود الملك أحمس ليقود الجيش

... و كم كانوا مخطئين ... مَرَّةٌ أُخْرَى

فلقد قادت الملكة الجيش بنفسها هذه المرة .. و أستطاعت أن تصد هجومهم و تكسرهم

إلي أن أنتبه أحمس إلي خطأه الكبير فعاد سريعاً من النوبة و هزم الهكسوس للمرة الأخيرة

و طاردهم هذه المرة إلي فلسطين

ثم عاد الملك إلي أمه و سلمها قلادة الشجاعة .. إعترافاً منه بدورها شديد الأهمية في الحفاظ علي مملكته

( و أسم هذه القلادة هو : ( الفراشات الذهبية


الفراشات الذهبية

و اِنْهزَمَ الهكسوس للمرة الأخيرة علي يد الملك أحمس الأول
... ذلك الذي يحمل أسمه معني جميل
( فأحمس : معناه ( القمر الوليد

---------

على باب الله

Developer

Cras justo odio, dapibus ac facilisis in, egestas eget quam. Curabitur blandit tempus porttitor. Vivamus sagittis lacus vel augue laoreet rutrum faucibus dolor auctor.