حين كنت طفلاً ... كانت تتبعني سحابة كبيرة من علامات التعجب أينما ذهبت ، تسبح بحرية تامة حول رأسي الكبير الفارغ
حين كنت طفلاً ... كانت زجاجة البيبسي كولا الصغيرة بخمسة و عشرون قرشاً ، كانت أجهزة الكمبيوتر " إشاعة " تسمع عنها و لا تراها ، كنت أشتري حلوى " اللوليتا " المثلجة بعشرة قروش و أنتشي حين تسرح جرعة الألوان الصناعية في دمي .. كنا نذهب - أنا و أبي - مساء كل خميس إلى سينما فندق السلام لنشاهد فيلماً أجنبياً جديداً و نتردد بشكل مريب - في أيام الأجازة الصيفية - على فصيلة مُنقرضة من الديناصورات أسمها " نوادي الفيديو " لنؤجر أحفورة مُنقرضة أسمها : شرائط الفيديو
حين كنت طفلاً ... لم أكن أدرك ذلك .. للأسف
حين كنت طفلاً .. كانت حالتي الإفتراضية هي : سعيداً بلا سبب
factory default settings : يبدو أنها حالة ال
كانت حدقتا عينيّ مفتوحتان على إتساعهما ، بحواجب مشدودة إلى فروة رأسي ، كنت متحمساً بلا سبب .. على إستعداد دائم للمزيد من التحمس لأي شيء يقابلني في الطريق ، ألعب مع الأصدقاء بحماس .. أركل الكرة بحماس ، ألقي عليهم النكت و الفوازير بحماس .. أبتلع الطعام بحماس .. أشرب البيبسي بحماس و أتبوله أيضاً بحماس
ماتت أغلب ذكريات طفولتي و قام النسيان - حانوتي الذكريات سيء السمعة - بدفنها .. حسناً أنا لا ألومه فأنت لا تريد أن تهيم في عقلك جيوش الزومبي ،كما أن للنسيان سبعة فوائد أعدك أني سأذكرها لك فور أن أتذكرها
----------
Sophia Loren - Bing! Bang! Bong!