سفر الخروج

by Monday, February 08, 2010 9 تعليقات
هو وقت الهرب ، تخفف من أثقالك و أهرب 
كما تعلقت أبصار اليهود بعصا موسى تتعلق أبصارنا نحن المصريين بأحلام الخروج إلى أرض الميعاد ، الأرض التي تفيض لبناً و عسلاً 
 (  وأصعدهم من تلك الأرض إلى أرض جيدة وواسعة إلى أرض تفيض لبناً وعسلاً " ( سفر الخروج"

يكتب المصريون الآن سفر خروجهم الخاص ، من دون نبي يخرجون فهروبهم الجديد لا يغذيه الإيمان بل الكفر .. يكفرون بمصر و لهم كل الحق في ذلك 
   " البلد دى ما بأتش بلدنا خلاص .. اللى زينا بقو غرب فيها" 
(هند صبري - من فيلم عمارة يعقوبيان )
الوطنية ليست شجرة بلا جذور ، ليست إنتماء فطري - غير مُسبب - ليست اصبعاً سادساً ينبت رغماً عنك لينحشر بين السبابة و الوسطى ، بل يخضع كغيره للأسباب .. ينتفي بإنتفاءها و يزدهر باستمرارها
الشباب المصري يكره مصر ، يكرهها فعلاً بكل ما تحمله الكلمة من حقد و تربص و شماتة , بل و متخطياً حتى منطقة ( الضيق ) التي يعاني منها كل من يعيش في دولة فقيرة  بشكل أو بآخر إلى دائرة الكراهية 
نحن غرباء ، و المثل الصعيدي يقول " الشهر اللي مالكش فيه ما تعدش أيامه " و إحنا مالناش في مصر ، لا نملك إلا فقاقيع الكلام و سحب الدخان .. جعلونا فإنجعلنا .. عجنونا فإتعجنّا .. و يا ريتهم صنعوا من عجينتنا شيئاً جميلاً .. لا بل مسخاً 
" البلد بقت مزابل من فوق ومن تحت مسخ، احنا في زمن المسخ  "
( إقتباس آخر من فيلم عمارة يعقوبيان ) 
الشباب المصري لم يرى إلا مصر المسخ ... مسخ بصري يؤذي العيون ، و مسخ سياسي فاسد و منظومة إدارية مترهلة ، مسوخ من تفاسير غبية للأديان كمعامل لتفريخ الإرهابيين ، حتى تعاملاتنا اليومية صبغناها بصورة المسخ .. إلى أي شيء ننتمي ، و لماذا ؟ 
إهرب إذاً ... لعلك تلحق بموطيء قدم في فُلك نوح 
 يقول المثل " لو جالك الطوفان .. حط أولادك تحت رجليك " .. إنفد بجلدك ، لماذا تموت ؟
إذهب لأرض الأحلام .. قدم أوراقك للسفارة و أنشب أظافرك في الفرصة  
إبحث عن عروسة تحمل ( إقامة ) أو جنسية 
أو إختبيء في مركب صيد متهالكة تشق البحر المتوسط في موسم الهجرة إلى الشمال  
أصحاب اللحى و الزبيبة يهربون أيضاً ... يهربون من إنتمائهم للأرض بإنتماء آخر مُضاد للدين ، للأمة الإسلامية كوطن لا حدود جغرافية له ، يطرحون عنهم فكرة الوطن ( المكروه ) من الأساس
يقول النبي كنعان " الطائر يكافح للخروج من البيضة ، البيضة هي العالم و الذي يريد أن يتحرر عليه أولاً أن يُدمر عالماً " .. لذلك يبشروننا قائلين : فلندمره إذاً علَّنا نتحرر 
لندمر البيضة بهراوة الأمة الدينية و لنكسر القوانين الوضعية بشواكيش الشريعة 
يتبعونهم .. ليس إيماناً بتلك الشريعة لكن كفراً بالبيضة  

إهرب أيها القبطي إلى قوقعتك ، و جدران كنيستك ... لأي شيء تنتمي ؟
لمنتخب الساجدين ؟  لمجتمع غبي يرى في كل كنيسة قيد البناء ( إساءة لأهل المنطقة المسلمين ) ؟ أم لدولة تحرّم عليك التبشير بدينك و الدعوة إليه ؟ 
إهرب في دائرة ضيقة من معارفك الأقباط و لا تترك مناسبة إلا و تردد أمامهم كم أنكم مُضطهدون 
حسناً أنتم بالفعل مُضطهدون - كأغلب الأقليات الدينية التي لا يتحملها مجتمعنا المتطرف - لكن ترديد ذلك لن يحل المشكلة ، و لن يحلها أيضاً إنغلاقك عن العالم 

يبدو مستقبلنا القريب مظلماً ، و البعيد على كف عفريت 
نصيحة أخوية : يا صديق .. لا تلعب سوبرمان .. لا تقرأ قصائد أمل دنقل و لا سفر خروجه
أترك خططك لإصلاح العالم لمسيح آخر و اكتفي بمشاهدتهم على شاشة التليفزيون و هم يصلبوه  ، صدقني لم يعد أحد يلعب البطل
ليست هنالك حلول جماعية .. أنت بمفردك
" إن جالك الطوفان حط أولادك تحت جليك "
إهرب يا صديق ... فالجميع يهربون 
-------
the great escape ( theme )

على باب الله

Developer

Cras justo odio, dapibus ac facilisis in, egestas eget quam. Curabitur blandit tempus porttitor. Vivamus sagittis lacus vel augue laoreet rutrum faucibus dolor auctor.