حين سألت سائق التاكسي ذو الأصول الهندية عن الايقونة التي تتدلى من مرآة سيارته و تحمل رسما لرجل برأس فيل أجابني مبتسما " هذا جانيشا .. إلهي " أعجبتني الإجابة هززت رأسي و أبتسمت
---
يلاحظ السائح بسرعة أن هنالك ثلاثة أعراق رئيسية في ماليزيا ، الهنود و الصينيين و المالاي ، إلى جانب الزنوج ( بنسبة أقل في العدد ) و تستطيع أن تلاحظ الفرق بسرعة بينهم من ناحية الشكل أما فيما عدا ذلك فالجميع متساوون
---
حين أشترينا ساعة يد من أحد المحلات في كوالا لامبور قال صديقي للبائعة ذات الأصول الهندية أنه سيحكي لزوجته عن لطف البائعة الهندية التي باعته الهدية ، فأخبرته بأدب أنها ماليزية و ليست هندية.. "قل لزوجتك أنك أشتريتها من بائعة ماليزية " .. أعجبني تعقيبها .. هززت رأسي و أبتسمت
---
ماليزيا هي واحدة من حدائق الإثنيات على الكوكب ، و الأجمل أن إثنيات ماليزيا تتمتع جميعها بالجنسية الماليزية و بمدى واسع من الحرية ، إثنيات ماليزيا تتعايش تحت قوانين المواطنة و ليس تحت هبة الرعاية التي تملك الدولة منحها و تملك أيضا سحبها و الإثنيات كما يعرفها سعد الدين إبراهيم : هي جماعة بشرية يشترك أفرادها في العادات، التقاليد، اللغة، الدين، وأي سمات أخري مميزة بما في ذلك الأصل والملامح الفيزيقية الجسمانية.
---
في السوبر ماركت - أي سوبرماركت - تجد سبعة ملايين صنف من مختلف أنواع و ماركات العصائر و الشاي المثلج تحمل أغلبها علامة ( حلال ) مكتوبة بخط عربي أنيق ، إلى جانب سبعة ملايين صنف من علب البيرة - حتى أننا وجدنا بيرة سقارة المصرية - ، لكن الرطوبة الخانقة التي تتسرب من الجو الإستوائي الحار و تتسلل عبر مسام جلدك لتخنق روحك ذاتها ترفض بإصرار أن تعترف بأي ماركة من الأربع عشر مليون ماركة سابقي الذكر لا الحلال منها و لا الكحولية
---
شاهدنا مسجد بوترا جايا الكبير مستندا برأسه ذو القبة الحمراء على صدر الماء كأنما وصل الشاطيء الصخري لتوه بعد إبحار طويل ، و ليس ببعيد عن المسجد أعطانا الراهب البوذي الذي يجمع التبرعات لشيء نبيل و مقدس - ليس لدينا أدنى فكرة عنه - سوارا للمعصم مجدول من شرائط ملونة حين وضعنا تبرعاتنا في صحنه الفخاري ، بخجل رفض الشاب الهندوسي الذي يقدم الخدمات لزوار المعبد أن نلتقط له صورة فوتوغرافية موضحا أنه يوفي نذر شخصي للالهة ، حضرنا بالصدفة جزء من حفل زفاف في كنيسة كاثوليكية و أعطتني فتاة من أصول صينية عودا من البخور لأشعله أمام تمثال لإله أخضر اللون يرفع سيفا و يخرج لسانه أشعلته أمام التمثال .. هززت رأسي و أبتسمت
---
أخبرني صديق كان قد سافر إلى ماليزيا خمس مرات قبل أن أسافر أني على وشك أن أنال صدمة حضارية من تقدم الماليزيين تكنولوجيا ..فتذاكر المترو - مثلا - تقطعها عبر ماكينة حديثة ذات شاشة تعمل باللمس تعرض عليك خريطة بخط السير تحدد عبرها المحطة التي تريدها ..و لكن في الحقيقة صدمتي في ماليزيا لم تكن تكنولوجية على الإطلاق بل كانت صدمة إنسانية
----
العاصمة الماليزية حلوة و مؤدبة .. تشرب اللبن و تنام منذ الحادية عشرة مساءا لذلك إندهشنا جدا حين جاءنا إتصال هاتفي في الواحدة صباحا ، " حبايبي .. عايزين نقعد مع بعض شوية " .. سحبنا عيوننا من قبضة خيوط النعاس و نزلنا نمشي على أطراف أصابعنا حتى لا نوقظ طرقات المدينة النائمة
حين قابلنا مندوب من السفارة المصرية بماليزيا في منطقة تجمع العرب بالعاصمة كوالا لامبور ، و هي بالمناسبة المنطقة الوحيدة تقريبا التي تسهر حتى الصباح في أيام العمل و تموج بالشراميط أخذنا إلى مقهى ذو طابع عربي و جلس متربعا على شلتة قريبة و هو يجود علينا بخُلاصة خبرته في بلاد المالاي و حذرنا بشكل خاص من عمليات النصب و السرقة .. " خلوا بالكم من العيال النيجرو .. دول كلهم نصابين و حرامية " .. لم يعجبني الكلام .. نظرت إلى ساعتي عقاربها تشير بضجر إلى الرابعة صباحا .. تصلبت فقراتي العنقية و لم أبتسم
حين قابلنا مندوب من السفارة المصرية بماليزيا في منطقة تجمع العرب بالعاصمة كوالا لامبور ، و هي بالمناسبة المنطقة الوحيدة تقريبا التي تسهر حتى الصباح في أيام العمل و تموج بالشراميط أخذنا إلى مقهى ذو طابع عربي و جلس متربعا على شلتة قريبة و هو يجود علينا بخُلاصة خبرته في بلاد المالاي و حذرنا بشكل خاص من عمليات النصب و السرقة .. " خلوا بالكم من العيال النيجرو .. دول كلهم نصابين و حرامية " .. لم يعجبني الكلام .. نظرت إلى ساعتي عقاربها تشير بضجر إلى الرابعة صباحا .. تصلبت فقراتي العنقية و لم أبتسم
----
هوامش :سلامات ديتانج ، بالماليزية تعني أهلا و سهلا
Beirut - La LLorona