ضرب السيد المسيح كوب السوبيا الساقعة كله في رشفة واحدة ، إنتظر حتى إنتهينا ثم جمع أكوابنا الفارغة و سلمها لعم سيد صاحب عربية السوبيا و هو يغمزه بورقة من فئة العشرة جنيهات ، نظرت له بإستعطاف و أنا أمد يدي في جيب جلبابي الخاوي فإبتسم و هز رأسه بما معناه ( لا عليك .. عندي انا العزومة دي ) . أخرج سيجارة كليوباترا مُضعضعة من جيب سرواله ، أشعلتها له بحماس فأومأ لي ممتناً ثم قال مخاطباً الجمع الذي يتبعه
" إلى ميدان التحرير "
----
" يوحنا طالع في الصورة ؟ "
قالها و هو يفرد ذراعه حول كتف أحد جنود سلاح المدرعات ليفسح مكاناً إضافياً في الكادر ،و تلاميذه يتراصون على جانبيه فوق سطح الدبابة، فأجبته دون أن أرفع عيني من فوق عدسة الكاميرا أن جميع أولاد الله ظاهرون
----
قابلته صدفة في كوريدور طويل بمقر تيار التجديد الإشتراكي، كان يعد لنفسه كوباً من الشاي فناولته حفنة من أكياس السكر لكنه رفضها بلطف و هو يقول
" يُفسد طعم الشاي "
سألته بلهفة حقيقية عن رأيه في ما حدث بالأمس فأجابني بحزم
" جميع خطايانا مغفورة إن إحتمينا بالتوبة ، إلا العيب في الذات العسكرية .. فاهمني يا أبن المتضايقة ؟ "
----
الصورة : من ألبوم محمد مرعي