حكاية حضرة الظابط بطة
في الكام يوم بتوع اللجان الشعبية اللي أتفق المصريين على تسميتهم ب " أيام القلق " و هي الأيام اللي ولّع الشعب فيها أقسام الشرطة و لبست فيها عناصر الأمن طاقية الإخفا كنت مطمئن جداً على سلامة بيتي لأني كنت بتمم بنفسي على التحصينات اللي عاملينها الأهالي في الشارع بتاعنا ، كان عندنا على أول الشارع كتيبة " عم يوسف " المكلفة بحراسة مدخل الشارع تحت قيادة عم يوسف و أصحابه و كلهم ناس عواجيز بيقعدوا يشربوا شيشة و ساعات يعقموا الجو بحتتين حشيش ، أما آخر الشارع فكان تحت حراسة واحد جاري معرفش أسمه الحقيقي بس كل الناس بتقول له يا " بطة " حتى أبوه ، و كان مجند معاه شوية شباب كل ما تشوفهم تشم ريحة البانجو و عامل منهم كتيبة لحراسة مدخل الشارع
وقتها كل اللي كان يعدي من شارعنا و يكون جاي من ناحية " بطة " كان أبو بطة بيقول له
" أبني بقى ظابط .. عديت من عليه .. شفت حضرة الظابط بطة .. فتشك و أنت داخل ؟ "
كان واضح أن أبو بطة فخور فشخ بالمحروس أبنه " حضرة الظابط بطة " اللي واقف على آخر الشارع زي الأسد ما بتعديش منه الدبانة
المهم .. في يوم بالليل - قرب الفجر - كنت قاعد تحت بيتنا ( اللي في نص الشارع ) عامل نفسي لجنة شعبية بس انا في الحقيقة مستني إمدادات الحجة " أم ريم " - ربنا يكرمها و يعمر بيتها - اللي ما بتتقطعش من سحلب لبتيفور لشاي و كيك كومبليمون منها للجان الشعبية اللي سهرانة تحرس الشارع ، و فجأة سمعنا دوشة و صوت خناقة عالي جاي من ناحية كتيبة حضرة الظابط بطة و بعدين لقينا حضرة الظابط بطة بنفسه جايلنا هو و كام واحد من كتيبة البانجو بتاعته و معاهم راجل غريب لابس بدلة السجن الزرقا و قام داخل حضرة الظابط على أبوه و سأله
" الراجل ده ما معاهوش بطاقة .. أعديه و لا أمسكه ؟ "
ساعتها قعدنا بتاع عشر دقايق نحاول نستوعب السؤال .. و فهمنا بعدين في الليلة دي أن حضرة الظابط بطة ما بيعرفش يقرا و لا يكتب .. و مش بس كده ، ده كمان نظره ضعيف جداً ، و كان بيوقف الناس و يمسك بطايقهم - اللي لا يعرف يشوفها و لا يقرأها - و يسألهم : دي صورتك ؟
و اللي يقول له آه .. يعديه
و طبعاً بقية كتيبة البانجو إيدك منهم و الأرض بإعتبار أن حضرة الظابط بطة هو أذكى واحد فيهم
المهم .. في النهاية مسكنا السجين الهارب ده و سلمناه للجيش لكن إحساسي بالأمان راح
------
حضرة الظابط بطة .. أصبح بالنسبالي رمز أو أيقونة لخيبة أملي اللي حطيته في حد أو مؤسسة و أتطمنتلها و بعدين خاب أملي
--
يعني لما الجيش ( اللي واقف يحمي الثورة ) يعمل حركات من عينة ضرب المتظاهرين و سربعة الإستفتاء اللي بعد ما حضرتك - زي الشاطر - رحت و صوتت فيه على سبع مواد لتعديلات دستور 71 يقوم المجلس العسكري عاملك إعلان دستوري تاني خالص من 62 مادة ، على طريقة وشك للحيط و قفاك ليا
ده غير الإتهامات للجيش بتعذيب النشطاء السياسيين و إعتقالهم و فض إعتصام كلية الإعلام و إنتهاكات كتير تانيه تقراها بشكل
أكبر - مع وجود مقاطع فيديو - من على مدونة مايكل نبيل .. من هنا
و بالمناسبة مايكل نبيل ،و هو صديق شخصي لي و صاحب المدونة اللي في اللينك لسة واصل لي حالاً خبر إعتقاله من قبل الجيش ( اللينك من هنا ) ،بسبب ما نشره على مدونته !! .. هي الأيام الوسخة دي ما خلصتش ؟؟ و مع أنك ممكن ما تتفقش معاه في الآراء بتاعته إلا أن حرية التعبير دي حق أصيل من حقوق البني آدمين و هدف من أهداف الثورة
و بما أن الجيش بيقفش اليومين دول في بتوع المدونات اللي بيقولوا كلام مش على هواه .. أحب أهنيه أنه حصل مني - و بجدارة - على لقب : حضرة الظابط بطة
---------------
(طفي النور يا بهية .. كل العسكر حرامية ( محمد منير
-------