نحب العذراء و نحترم العلم

by Thursday, December 24, 2009 16 تعليقات


طائفة كبيرة من الأقباط يؤمنون أن السيدة العذراء ( مريم العذراء ) تظهر حالياً في منطقة الوراق  , و تحديداً فوق قباب كنيسة السيدة العذراء بشارع الكورنيش حيث يتجمع الآلاف يومياً إنتظاراً لمشاهدة ظهوراتها المعجزية ، تذكرنا تلك الحادثة بقصة ظهور السيدة العذراء الشهير بكنيسة السيدة العذراء بالزيتون في شهر أبريل عام  1968، الحادثة التي ذهب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر شخصياً لمشاهدتها عن قُرب مع أفراد عائلته و حسين الشافعي سكرتير المجلس الإسلامي الأعلى و جلسوا في شرفة أحمد زيدان كبير تجار الفاكهة في ذلك الوقت و الذي كانت شرفة قصره تطل على الكنيسة

لكن هل تظهر العذراء حقاً ... هل هي إحدى معجزات زمن اللا معجزة .. هل هي حالة هستيرية أصابت الجميع .. إنعكاسات لمصباح ما ... ربما أنوار ليزر يطلقها أحدهم لخداع الناس ؟


أعتقد أن هنالك طريقة واحدة منطقية لإستقصاء الموضوع ، و هي الطريقة العلمية .. أجلب لنا باحثين و علماء مستقلين ذو نزاهة و حيادية .. أعطهم معداتك العلمية .. دعهم يدرسون و يحللون و يختبرون  ثم اقرأ تقريرهم العلمي فإن كان هناك سبباً علمياً - بشرياً كان أو طبيعياً - أعلنه على الملأ و أرح أعصابنا ... سنقول لك " شكراً عرفنا الآن أنها ليست معجزة  " أما لو فشل العلم في إكتشاف طبيعة تلك الظهورات فلنا عندئذ أن نقرر بحرية إما أن نقبلها كظهور إعجازي سماوي .. أو فقط أن نقول : " لا أعرف " ثم نختار حينها ألا نؤمن بهذه الظهورات لأن العلم لم يكتشف بعد كل شيء  ، للأسف لا نملك بعد جهازاً لكشف المعجزات الإلهية و لا وسيلة للتأكد من صحة المعجزات لكننا على الأقل سنكتشف إن كان في الأمر خدعة بشرية أو ظاهرة طبيعية إنخدع الناس بها فظونها معجزة ، و لكن حتى إن صحت تلك الفرضية أو الأخرى فالموضوع لا يمس الإيمان نفسه لا من قريب و لا من بعيد

الغريب أني قرأت عشرات المقالات لكتاب علمانيون على الشبكة العنكبوتية و على صفحات الجرائد ، و شاهدتهم يتحدثون على شاشات التليفزيون يحللون الأمر و يقلبونه على جميع الأوجه .. و لكن أحداً منهم لم يطلب أو يبادر أو يقترح أي فحصاً علمياً للظاهرة !؟  
قل لي أيها الملك السعيد ذو الرأي السديد .. قد نفهم سيدي لما لا يؤمن دراويشنا بالعلم ، لكن ما بال علمانيونا و نخبتنا المثقفة أيضاً يتناسونه ؟
---
 : تحديث / مثال
بريسبين / أستراليا .. مايو 2004
أنتشرت الشائعات حول تمثال للسيدة العذراء ينز دماً و زيتاً في مركز إينالا الفيتنامي الكاثوليكي
ذهب آلاف المؤمنين ليشاهدوا المعجزة
ثم أمر أسقف بيرسبين - الأب جون باثرسبي - بتكوين فريق من العلماء المستقلين للتحقيق في الواقعة برئاسة د. أدريان فارلي الكيميائي الملحد المعروف ليضمن نزاهة التحقيق
صور الفريق العلمي التمثال مستعيناً بأجهزة الأكس راي و أخذوا عينات من الدماء و الزيت ليحللوها مستخدمين أحدث تقنيات الكروماتوجرافي و السبكتروسكوبي
و أكنشفوا أن الزيت هو غالباً أحد الزيوت التي تباع في أي سوبرماركت
و أن الدم لم يكن في الحقيقة دماً
و أن بالتمثال ثقبان من الجهة الخلفية قد تسمحان بحقن التمثال بالمواد التي تخرج منه 

 :  و هكذا خرج أسقف بيرسبين ليعلن رأي الكنيسة قائلاً
 " أعلن لكم أن ما حدث في بينالا لا ينبغي أن نطلق عليه معجزة  "
ثم أصدر قراراً برد جميع التبرعات التي قبلتها الكنيسة في هذه الفترة و بنقل التمثال من الكنيسة
و بدأت الشرطة الأسترالية تحقيقاتها في الحادث على إعتبار أنها قضية نصب عادية
----

هل عرفت يا مولاي الفرق بين دولة العلم و القانون و دولة الحناجر و الصابون ؟

ملحوظة : لا علاقة للصابون بالموضوع إلا في حدود القافية
الصورة : من جريدة الدستور
--------

على باب الله

Developer

Cras justo odio, dapibus ac facilisis in, egestas eget quam. Curabitur blandit tempus porttitor. Vivamus sagittis lacus vel augue laoreet rutrum faucibus dolor auctor.