طول عمري بعشق حاجة أسمها كرة القدم 
و بحب أتفرج علي الماتشات في الإستاد , بتفرق كتير جداً 
و طبعاً - في الغالب - كنت بروح الماتشات المهمة بس , اللي الدخول فيها بيكون بالضرب 
درجة ثالثة طبعاً .. لأني كنت بروح من بدري جداً .. و من أول ما يفتحوا الأبواب .. أنط من فوق السور .. و أقعد في الدرجة التانية 
و كانت رحلة الدخول إلي الإستاد هي أصعب رحلة , الزحمة الرهيبة , و الخيالة ... آآه من الخيالة 
العسكري من دول علشان يخلي الناس تصطف في صف واحد ... كان بيرجع بالحصان مرشدير و يزنقك بين الحيطة و مؤخرة الحصان 
و كنت بستعجب ... هو الحصان مش بيرفسنا ليه ؟ مع أنه أكيد كان متضايق مننا جداً , يمكن بنفس الدرجة اللي كنا متضايقين منه بيها و يمكن أكتر 
أعتقد أن الحصان كان أحن علينا من العسكري 
-- 
و أحياناً كانوا بيستخدموا العصيان 
لكن في الغالب بشكل _ تهويشي -يعني بيهوشوا بيها بس .. إلا إذا كان حظك وحش و جيت في طريق العصاية 
أو لو كان حظك أوحش .. و شكلك ما عجبش العسكري أبو عصاية 
--
بشرب سجاير كليوباترا طبعاً , لأن مفيش في الإستاد غيرها , و أتفرج علي العساكر و هما بيأكوا الوجبة بتاعتهم اللي هي كانت دايماً كشري 
ساعتها كانت نفسي بتهفني علي طبق كشري , لكني مكنتش بأكل غير الحاجات المحفوظة 
و برضه كنت بحس أنها متاكلة قبل كده .. مش عارف ليه 
كنت بشتريها - طبعاً - بالأسعار السياحية .. و أستعجب 
هو مين السايح الجربان ده اللي ها ييجي يقعد في الدرجة الثالثة ؟
--
و أقعد أشجع من الضهر لغاية ميعاد بدء المباراة , و ساعتها بيكون صوتي راح و مبقدرش أشجع في الماتش 
و بيكون جالي صداع من الشمس و الدوشة و عم الجوهري اللي قاعد قدامي و اللي ما بطلش كلام عن التشكيل المتوقع و بركات - ملك الحركات - اللي بيجري بسرعة علشان بياخد نوع جديد من المنشطات 
-- 
كنت بخلي بالي من العالم اللي بتقعد فوق , لأنها ممكن ترمي عليك أي حاجة ممكن تتخيلها , من أول زجاجات المياة المعدنية .. لغاية الجزم و الشباشب 
و لو لقوا عيل صغير تايه .. ممكن يرموه عليك برضه 
--
أتمسكت مرة , و أخدوني نقطة شرطة الإستاد .. أو حاجة شبهها 
ظابط علي مكتب و حواليه العدد اللازم من أمناء الشرطة 
مش فاكر إتمسكت ليه , لكن في الغالب العالم اللي كانوا جنبنا أتخانقوا مع بعض , فمسكوا الصف كله 
الحكاية خلصت بسرعة .. خمسة جنيه لأمين الشرطة .. و شوية كلام من عينة .. و الله يا عم إحنا مالناش دعوة 
و رجعنا تاني بعد ما أتأخرنا و قعدنا ساعتها في أحقر مكان في الدرجة الثالثة 
لأن السر كله .. هو أنك تروح بدري علي قد ما تقدر 
--
في مرة شفت تحرش جماعي بواحدة مشجعة غلبانة 
و العساكر بتحوش المتحرشين ... و بتتحرش هي كمان في الزحمة 
أستغربت أن الجمهور كان فرحان بالحكاية دي .. و الناس مبتسمة 
و أصابتهم خيبة أمل لما الموضوع خلص 
كأنهم كانوا بيقولوا في سرهم : " خسارة .. معرفوش يغتصبوها كويس " ... و أندهشت 
--
الإستاد مكان عجيب 
بيديك الفرصة أنك تزعق , تشتم , تصرخ 
تتوحد مع ناس ما تعرفهاش في نفس الأمل 
و تحس بالأمان و انت في وسطهم 
و بتشعر بشعور نادر اليومين دول .. و هو الإنتماء 
---
بيديك الفرصة أنك تعبر عن غضبك 
غضبك القديم .. اللي محبوس جواك و تاعب قلبك 
غضبك علي الراجل اللي داس علي جزمتك بعد لما لمعتها و هو ماشي في الشارع و لم يعتذر 
غضبك علي جارك اللي بيحط أكياس القمامة بتاعته قدام باب بيتك كل يوم الصبح 
غضبك من حياتك و من أهلك من نفسك 
الإستاد بيديك فرصة ذهبية أنك تصرخ و تطلع غضبك ده 
مش مهم تطلعه في وش مين .. في وش فرقتك اللي أنهزمت , أو في وش الحكم 
أو في وش الفرقة المنافسة لما تنهزم 
المهم أنك تطلعه 
--
و لكن للأمانة .. الكلام ده كله بقي أفضل كتير جداً دلوقتي 
محدش يخاف يرح الإستاد يا جماعة .. الإستاد مش بيعض 
و الحصان كمان مش بيعض 
البشر بس .. هما اللي بيعُضوا 
--